- إنَّ ما رأيتَه من بحر اللبن هو هذا اللبن في هذا الإناء، وذلك الجسر الذي فوقه هو الناي الموضوع فوق حافتيه، والرؤوس المشوكة للأشجار هي شجرة القتاد هذه، وذلك الكهف الكبير هو هذا الثقب الصغير، تحت هذه النبتة القريبة منا. فهات يا صديقي المعوَل لأريك الكنز بنفسي. فيأتي صديقه بالمعوَل ويبدآن الحفر تحت شجرة القتاد، ولم يلبثا حتى ينكشف لهما ما يسعدهما في الدنيا من كنز ذهبي.
وهكذا فإن ما رآه النائم في نومه صواب وصحيح، وقد رأى ما رأى حقيقة وصدقاً، ولكن لأنه مستغرق في عالم الرؤيا، وعالم الرؤيا لا ضوابطَ له ولا حدود، فلا يحق للرائي تعبير رؤياه، فضلاً عن أنه لا يميز بين العالم المادي والمعنوي، لذا يكون قسم من حكمه خطأ. حتى إنه يقول لصاحبه صادقاً: لقد رأيت بنفسي بحراً من لبن. ولكن صديقه الذي ظل صاحياً يستطيع أن يميز بسهولة العالم المثالي ويفرزه عن العالم المادي، فله حق تعبير الرؤيا حيث يخاطب صديقه قائلاً:
- إنَّ ما رأيته يا صديقي حق وصدق، ولكن البحر الذي رأيتَه ليس بحراً حقيقياً، بل قد صار إناءُ اللبن الخشبي هذا في رؤياك كأنه البحر، وصار النايُ كالجسر.. وهكذا..
وبناء على هذا المثال ينبغي التمييزُ بين العالم المادي والعالم الروحاني، فلو مزجا معاً، تأتي أحكامُهما خطأً ولا نصيبَ لها من الصحة.
ومثال آخر: هَبْ أن لك غرفةً ضيقة، وضعتَ في جدرانها الأربعة مرايا كبيرة، تغطي كل مرآة الجدارَ كلَّه، فعندما تدخل غرفتك ترى أن الغرفة الضيقة قد اتسعت وأصبحت كالساحة الفسيحة، فإذا قلتَ:
- إنني أرى غرفتي كساحة واسعة.. فإنك لا شك صادق في قولك.
ولكن إذا حكمتَ وقلت:
- غرفتي واسعةٌ سعةَ الساحة فعلاً.. فقد أخطأتَ في حكمك، لأنك قد مزجت عالَم المثال، وهو هنا عالم المرايا، بعالَم الواقع والحقيقة، وهو هنا عالَم غرفتك كما هي فعلاً.
وهكذا تبيّنَ أنَّ ما جاء على ألسنة بعض أهل الكشف، أو ما ورد في كتبهم حول
وهكذا فإن ما رآه النائم في نومه صواب وصحيح، وقد رأى ما رأى حقيقة وصدقاً، ولكن لأنه مستغرق في عالم الرؤيا، وعالم الرؤيا لا ضوابطَ له ولا حدود، فلا يحق للرائي تعبير رؤياه، فضلاً عن أنه لا يميز بين العالم المادي والمعنوي، لذا يكون قسم من حكمه خطأ. حتى إنه يقول لصاحبه صادقاً: لقد رأيت بنفسي بحراً من لبن. ولكن صديقه الذي ظل صاحياً يستطيع أن يميز بسهولة العالم المثالي ويفرزه عن العالم المادي، فله حق تعبير الرؤيا حيث يخاطب صديقه قائلاً:
- إنَّ ما رأيته يا صديقي حق وصدق، ولكن البحر الذي رأيتَه ليس بحراً حقيقياً، بل قد صار إناءُ اللبن الخشبي هذا في رؤياك كأنه البحر، وصار النايُ كالجسر.. وهكذا..
وبناء على هذا المثال ينبغي التمييزُ بين العالم المادي والعالم الروحاني، فلو مزجا معاً، تأتي أحكامُهما خطأً ولا نصيبَ لها من الصحة.
ومثال آخر: هَبْ أن لك غرفةً ضيقة، وضعتَ في جدرانها الأربعة مرايا كبيرة، تغطي كل مرآة الجدارَ كلَّه، فعندما تدخل غرفتك ترى أن الغرفة الضيقة قد اتسعت وأصبحت كالساحة الفسيحة، فإذا قلتَ:
- إنني أرى غرفتي كساحة واسعة.. فإنك لا شك صادق في قولك.
ولكن إذا حكمتَ وقلت:
- غرفتي واسعةٌ سعةَ الساحة فعلاً.. فقد أخطأتَ في حكمك، لأنك قد مزجت عالَم المثال، وهو هنا عالم المرايا، بعالَم الواقع والحقيقة، وهو هنا عالَم غرفتك كما هي فعلاً.
وهكذا تبيّنَ أنَّ ما جاء على ألسنة بعض أهل الكشف، أو ما ورد في كتبهم حول
Yükleniyor...