الكشف والأولياء الصالحين، فالقول قولُهم في هذه المسألة فضلاً عن أنَّ لهذه الآية الكريمة سعة عظيمة جداً مع تضمنها لمراتب كثيرة جداً. فقد قال القسم الأعظم من المحققين: لا تشمل هذه الآية عالَم البقاء. في حين قال آخرون: إنَّ تلك العوالم تتعرض أيضاً لنوع من الهلاك في زمن قصير جداً بحيث يعدّ آناً، وهو زمان قصير إلى درجة لا يُشعر بذهابها إلى الفناء والعودة منه.
أما ما يحكم به بعض أصحاب الكشف المفرطين في أفكارهم من حدوث الفناء المطلق، فليس حقيقةً ولا صواباً، لأنَّ ذات الله سبحانه وتعالى دائمي وسرمدي، فلابد أن صفاتِه وأسماءه أيضاً دائمية وسرمدية. ولما كانت صفاتُه وأسماؤه دائمية فلابد أن أهل البقاء والباقيات الموجودة في عالم البقاء، التي هي مراياها وجلواتها ونقوشها ومظاهرها، لا تذهب بالضرورة إلى الفناء المطلق قطعاً.
وحالياً وردت نقطتان من فيض القرآن الحكيم إلى البال نكتبها إجمالاً:
أولاها: إنَّ قدرة الله جل وعلا لا حدود لها، حتى إن الوجود والعدم بالنسبة إلى قدرته وإرادته تعالى كمنزلَين، يرسل إليهما الأشياءَ ويجلبها منهما بكل يسر وسهولة، فإنْ شاء يجلبها في يوم واحد أو في آن واحد.
ثم إن العدم المطلق لا وجود له أصلاً لوجود العلم المحيط، علماً أنه لا شيء خارج دائرة العلم الإلهي، كي يُلقى إليه شيء. والعدمُ الموجود ضمن دائرة العلم هو عدم خارجي، وعنوانٌ صار ستاراً على الوجود العلمي، حتى حدا ببعض العلماء المحققين التعبير عن هذه الموجودات العلمية أنها «أعيان ثابتة». لذا فالذهاب إلى الفناء، إنما هو نزعُ الأشياء لألبستها الخارجية مؤقتاً، ودخولُها في وجود معنوي وعلمي، أي أن الهالكات والفانيات تترك الوجود الخارجي وتلبس ماهياتُها وجوداً معنوياً وتخرج من دائرة القدرة داخلة في دائرة العلم.
النقطة الثانية: لقد أوضحنا في كثير من «الكلمات»: أنَّ كل شيء فانٍ بمعناه الاسمي، وبالوجه الناظر إلى ذاته، فليس له وجود مستقل ثابت بذاته، وليست له حقيقة قائمة بذاتها وحدها. ولكن الشيء في الوجه الناظر إلى الله سبحانه -أي إذا صار بالمعنى الحرفي- فليس
أما ما يحكم به بعض أصحاب الكشف المفرطين في أفكارهم من حدوث الفناء المطلق، فليس حقيقةً ولا صواباً، لأنَّ ذات الله سبحانه وتعالى دائمي وسرمدي، فلابد أن صفاتِه وأسماءه أيضاً دائمية وسرمدية. ولما كانت صفاتُه وأسماؤه دائمية فلابد أن أهل البقاء والباقيات الموجودة في عالم البقاء، التي هي مراياها وجلواتها ونقوشها ومظاهرها، لا تذهب بالضرورة إلى الفناء المطلق قطعاً.
وحالياً وردت نقطتان من فيض القرآن الحكيم إلى البال نكتبها إجمالاً:
أولاها: إنَّ قدرة الله جل وعلا لا حدود لها، حتى إن الوجود والعدم بالنسبة إلى قدرته وإرادته تعالى كمنزلَين، يرسل إليهما الأشياءَ ويجلبها منهما بكل يسر وسهولة، فإنْ شاء يجلبها في يوم واحد أو في آن واحد.
ثم إن العدم المطلق لا وجود له أصلاً لوجود العلم المحيط، علماً أنه لا شيء خارج دائرة العلم الإلهي، كي يُلقى إليه شيء. والعدمُ الموجود ضمن دائرة العلم هو عدم خارجي، وعنوانٌ صار ستاراً على الوجود العلمي، حتى حدا ببعض العلماء المحققين التعبير عن هذه الموجودات العلمية أنها «أعيان ثابتة». لذا فالذهاب إلى الفناء، إنما هو نزعُ الأشياء لألبستها الخارجية مؤقتاً، ودخولُها في وجود معنوي وعلمي، أي أن الهالكات والفانيات تترك الوجود الخارجي وتلبس ماهياتُها وجوداً معنوياً وتخرج من دائرة القدرة داخلة في دائرة العلم.
النقطة الثانية: لقد أوضحنا في كثير من «الكلمات»: أنَّ كل شيء فانٍ بمعناه الاسمي، وبالوجه الناظر إلى ذاته، فليس له وجود مستقل ثابت بذاته، وليست له حقيقة قائمة بذاتها وحدها. ولكن الشيء في الوجه الناظر إلى الله سبحانه -أي إذا صار بالمعنى الحرفي- فليس
Yükleniyor...