الشتاء، لقادر على تبديد الظلمات المتراكمة في سماء العالم الإسلامي والمخاطر المحدقة به على يدي «المهدي» وقد وَعدَنا بذلك، وهو منجزٌ وعدَه لا محالة.

وهكذا، إذا ما نظرنا إلى هذه المسألة من زاوية دائرة القدرة الإلهية فهي في منتهى السهولة، وإذا ما نظرنا إليها وتأملنا فيها من زاوية دائرة الأسباب والحكمة الربانية فهي أيضاً في غاية السهولة، بل هو أقرب وأولى شيء للحدوث، حتى قرر أربابُ الفكر والنظر على أن الحكمة الربانية تقتضي هكذا، وسيكون حتماً، حتى وإن لم توجد رواية عن المخبر الصادق ﷺ في شأنه أي إن مجيئه أمرٌ لازم وضروري. ذلك لأن دعاء:

(اَللّهمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ اِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) .. الذي تكرره الأمة، في صلواتهم جميعها، كل يوم خمس مرات في الأقل، وثبت قبولُه بالمشاهدة، فإن آل محمد ﷺ كآل إبراهيم عليه السلام كانوا يتبؤون مركز الصدارة والزعامة دوماً وفي مقدمة جميع السلالات المباركة في مختلف الأعصار والأقطار، (18) وهؤلاء الأبطال من الكثرة، بحيث إن مجموعهم يشكل جيشاً عظيماً جداً.

فإذا ما اتحد هؤلاء السادة وتعاضدوا فعلياً وتساندوا فيما بينهم تسانداً جاداً، وكوّنوا من أنفسهم فرقة موحدة بالفعل، جاعلين الدينَ الإسلاميَ الرابطةَ المقدسة للأمة ومدار صحوتها، فلا يمكن لجيش أية أمة في العالم أن يصمد أمامهم.

فذلك الجيش الضخم العرمرم، ذو القوة والسطوة هو آل محمد ﷺ وهو أخصّ جيش من جيوش «المهدي».

نعم، إنه ليس هناك نسل من أنسال البشرية وسلالاتها في تاريخ العالم اليوم، له من القوة والأهمية، والذي امتاز بأعلى مراتب الشرف والحسب الرفيع والنسب العريق، واتصل بمنشئها بالشجرة والمسانيد والأعراف، مثل السادة الذين حظوا بالانتساب إلى الدوحة النبوية السامية، آل البيت.


Yükleniyor...