ولاجرم أن التضحية ببضع سنين من حياتنا التي تمضي في ذل وهوان في ظل حكمكم القاسي قساوةَ الوحوش لنكسبَ بها شهادةً خالصة في سبيل الله، تعدّ ماء كوثر لنا.

ولكن استناداً إلى فيض القرآن الحكيم وإشاراته، أخبركم بالآتي لترتعد فرائصكم:

إنكم لن تعيشوا بعد قتلي، فإن يداً قاهرة ستأخذكم من دنياكم التي هي جنتُكم وأنتم مغرمون بها، وتطردكم عنها، وتقذف بكم فوراً إلى ظلمات أبدية، وسيُقتَل بعدي رؤساؤكم الذين تَنمرَدوا وطغَوا قِتلةَ الدواب، ويُرسَلون إليّ، وسأمسك بخناقهم أمام الحضرة الإلهية، وسآخذ حقي منهم بإلقاء العدالة الإلهية إياهم في أسفل سافلين.

أيها الشقاة الذين باعوا دينهم وآخرتهم بحطام الدنيا!

إن كنتم تريدون أن تعيشوا حقاً فلا تتعرضوا لي ولا تمسّوني بسوء، وإن تعرضتم فاعلموا أن ثأري سيؤخذ منكم أضعافاً مضاعفة.

اعلموا هذا جيداً ولترتعد فرائصُكم!

وإني آمل من رحمة الله سبحانه أن موتي سيخدم الدين أكثر من حياتي، وأن وفاتي ستنفلق على رؤوسكم انفلاق القنبلة، وستُشتِّت رؤوسَكم وتبعثرها.

فإن كانت لكم جرأة، فتعرّضوا لي، فلئن كان لكم ما تفعلونه بي، لتَعلمن أن لكم ما تنتظرونه وتلاقونه من عقاب.

أما أنا فسأتلو بكل ما أملك من قوة هذه الآية الكريمة إزاء جميع تهديداتكم:

﹛﴿ اَلَّذ۪ينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ ا۪يمَانًاۗ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَك۪يلُ ﴾|﹜ (آل عمران: ١٧٣).



Yükleniyor...