أما إذا تغلبت أسبابُ العداوة والبغضاء وتمكّنت في القلب، فإن المحبة تنقلب عندئذ إلى محبة شكلية تلبس لبوس التصنع والتملق.
فاعلم إذن أيها الظالم! ما أشدَّه من ظلم أن يحمل المؤمن عداءً وحقداً لأخيه! فكما أنك إذا استعظمتَ حصيّات تافهة ووصفتَها بأنها أسمى من الكعبة المشرّفة وأعظم من جبل أُحد، فإنك بلا شك ترتكب حماقة مشينة، كذلك هي حماقةٌ مثلها إن استعظمت زلّات صدرتْ من أخيك المؤمن واستهولتَ هفواته التي هي تافهة تفاهة الحصيات، وفضلتَ تلك الأمور التافهة على سمو الإيمان الذي هو بسمو الكعبة، ورجّحتها على عظمة الإسلام الذي هو بعظمة جبل أُحد. فتفضيلُك ما بدر من أخيك من أمور بسيطة على ما يتحلى به من صفات الإسلام الحميدة ظلمٌ وأي ظلم! يدركه كلُّ من له مسكة من عقل!
نعم، إن الإيمان بعقيدة واحدة، يستدعي حتماً توحيدَ قلوب المؤمنين بها على قلب واحد. ووحدةُ العقيدة هذه، تقتضي وحدةَ المجتمع. فأنت تستشعر بنوع من الرابطة مع من يعيش معك في طابور واحد، وبعلاقة صداقة معه إن كنت تعمل معه تحت إمرة قائد واحد، بل تشعر بعلاقة أخوة معه لوجودكما في مدينة واحدة، فما بالك بالإيمان الذي يهب لك من النور والشعور ما يريك به من علاقات الوحدة الكثيرة، وروابط الاتفاق العديدة، ووشائج الأخوة الوفيرة ما تبلغ عدد الأسماء الحسنى. فيرشدك مثلاً إلى: أن خالقكُما واحد، مالككُما واحد، معبودكما واحد، رازقكما واحد.. وهكذا واحد واحد إلى أن تبلغ الألف. ثم، إن نبيَّكما واحد، دينكما واحد، قبلتكما واحدة، وهكذا واحد واحد إلى أن تبلغ المائة. ثم، إنكما تعيشان معاً في قرية واحدة، تحت ظل دولة واحدة، في بلاد واحدة.. وهكذا واحد واحد إلى أن تبلغ العشرة.
فلئن كان هناك إلى هذا القدر من الروابط التي تستدعي الوحدة والتوحيد والوفاق والاتفاق والمحبة والأخوة، ولها من القوة المعنوية ما يربط أجزاء الكون الهائلة، فما أظلمَ من يعرِض عنها جميعاً ويفضّل عليها أسباباً واهية أوهنَ من بيت العنكبوت، تلك التي تولد الشقاق والنفاق والحقد والعداء. فيوغر صدرَه عداءً وغِلاً حقيقياً لأخيه المؤمن! أليس هذا إهانة بتلك الروابط التي توحّد؟ واستخفافاً بتلك الأسباب التي توجب المحبة؟ واعتسافاً لتلك العلاقات التي تفرض الاخوة؟ فإن لم يكن قلبُك ميتاً ولم تنطفئ بعدُ جذوة عقلك فستدرك هذا جيداً.
فاعلم إذن أيها الظالم! ما أشدَّه من ظلم أن يحمل المؤمن عداءً وحقداً لأخيه! فكما أنك إذا استعظمتَ حصيّات تافهة ووصفتَها بأنها أسمى من الكعبة المشرّفة وأعظم من جبل أُحد، فإنك بلا شك ترتكب حماقة مشينة، كذلك هي حماقةٌ مثلها إن استعظمت زلّات صدرتْ من أخيك المؤمن واستهولتَ هفواته التي هي تافهة تفاهة الحصيات، وفضلتَ تلك الأمور التافهة على سمو الإيمان الذي هو بسمو الكعبة، ورجّحتها على عظمة الإسلام الذي هو بعظمة جبل أُحد. فتفضيلُك ما بدر من أخيك من أمور بسيطة على ما يتحلى به من صفات الإسلام الحميدة ظلمٌ وأي ظلم! يدركه كلُّ من له مسكة من عقل!
نعم، إن الإيمان بعقيدة واحدة، يستدعي حتماً توحيدَ قلوب المؤمنين بها على قلب واحد. ووحدةُ العقيدة هذه، تقتضي وحدةَ المجتمع. فأنت تستشعر بنوع من الرابطة مع من يعيش معك في طابور واحد، وبعلاقة صداقة معه إن كنت تعمل معه تحت إمرة قائد واحد، بل تشعر بعلاقة أخوة معه لوجودكما في مدينة واحدة، فما بالك بالإيمان الذي يهب لك من النور والشعور ما يريك به من علاقات الوحدة الكثيرة، وروابط الاتفاق العديدة، ووشائج الأخوة الوفيرة ما تبلغ عدد الأسماء الحسنى. فيرشدك مثلاً إلى: أن خالقكُما واحد، مالككُما واحد، معبودكما واحد، رازقكما واحد.. وهكذا واحد واحد إلى أن تبلغ الألف. ثم، إن نبيَّكما واحد، دينكما واحد، قبلتكما واحدة، وهكذا واحد واحد إلى أن تبلغ المائة. ثم، إنكما تعيشان معاً في قرية واحدة، تحت ظل دولة واحدة، في بلاد واحدة.. وهكذا واحد واحد إلى أن تبلغ العشرة.
فلئن كان هناك إلى هذا القدر من الروابط التي تستدعي الوحدة والتوحيد والوفاق والاتفاق والمحبة والأخوة، ولها من القوة المعنوية ما يربط أجزاء الكون الهائلة، فما أظلمَ من يعرِض عنها جميعاً ويفضّل عليها أسباباً واهية أوهنَ من بيت العنكبوت، تلك التي تولد الشقاق والنفاق والحقد والعداء. فيوغر صدرَه عداءً وغِلاً حقيقياً لأخيه المؤمن! أليس هذا إهانة بتلك الروابط التي توحّد؟ واستخفافاً بتلك الأسباب التي توجب المحبة؟ واعتسافاً لتلك العلاقات التي تفرض الاخوة؟ فإن لم يكن قلبُك ميتاً ولم تنطفئ بعدُ جذوة عقلك فستدرك هذا جيداً.
Yükleniyor...