ولما كانت هذه المسألة قد وُضحت وأُثبتت في «كلمات» أخرى، نحيل إليها، إلّا أننا نشير هنا بثلاث إشارات في ثلاث تمثيلات تحقق اطمئنان النفس تجاه هذه الحقيقة.
التمثيل الأول: إن ذرة صغيرة شفافة لماعة لا تسع نور عود ثقاب بالذات، ولا تكون مصدراً له، إذ يمكن أن يكون له نور بالأصالة بقدر جِرمه وبمقدار ماهيته كذرة جزئية. ولكن إذا ما انتسبت إلى الشمس وفتحت عينَها تجاهها ونظرت إليها، فإن تلك الذرة الصغيرة يمكن أن تستوعب تلك الشمس بضيائها وألوانها السبعة وحرارتها حتى بمسافتها، وتنال نوعاً من مظاهر تجليها الأعظم. بمعنى أن تلك الذرة إن بقيت سائبة دون انتساب مستندة إلى ذاتها، لا تعمل شيئاً إلّا بقدر الذرة، ولكن إن عُدّت مأمورة لدى الشمس ومنسوبة إليها ومرآة لها، فإنها تستطيع أن تظهر قسماً من نماذج جزئية لإجراءات الشمس.
﹛﴿وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى﴾|﹜ فإن كلَّ موجود، حتى كل ذرة، إذا أُسندت إلى الكثرة والشرك وإلى الأسباب وإلى الطبيعة وإلى نفسها. فإما أن تكون كلُّ ذرة وكل موجود، مالكةً لعلم محيط بكل شيء ولقدرة مطلقة، أو تتشكل فيها مطابع ومكائن معنوية لا حدّ لها، كي تؤدي أعمالها التي أُودعت فيها. ولكن إذا أُسندت تلك الذرات إلى الواحد الأحد، فعندئذٍ ينتسب إليه كلُّ مصنوع وكل ذرة ويكون كالموظف المأمور لديه، وانتسابه هذا يجعله ينال تجلياً منه، وبهذه الحظوة والانتساب يستند إلى علم مطلق وقدرة مطلقة، فينجز من الأعمال ويؤدي من الوظائف ما يفوق قوتَه بملايين المرات، وذلك بقوة خالقه وبسر ذلك الاستناد والانتساب.
التمثيل الثاني: أخَوان: أحدهما شجاع يعتمد على نفسه ويعتدّ بها، والآخر شهم غيور يملك حمية الدفاع عن الوطن. فعند نشوب الحرب، لا ينتسب الأول إلى الدولة لاعتداده بنفسه. بل يرغب أن يؤدي الأعمال بنفسه مما يضطره هذا إلى حمل منابع قوته على ظهره، ويُلجئُه إلى نقل تجهيزاته وعتاده بقدرته المحدودة، لذا لا يستطيع هذا أن يحارب العدو إلّا بمقدار تلك القوة الشخصية الضئيلة، فتراه لا يستطيع أن يجابه إلّا قوة عريف في الجيش، لا أكثر. أما الأخ الآخر، غير المعتدّ بنفسه بل يعدّ نفسه عاجزاً لا قوة له، فانتسب إلى السلطان وانخرط في سلك الجندية، فأصبح جيشُ الدولة العظيم نقطةَ استناد له بذلك الانتساب.
التمثيل الأول: إن ذرة صغيرة شفافة لماعة لا تسع نور عود ثقاب بالذات، ولا تكون مصدراً له، إذ يمكن أن يكون له نور بالأصالة بقدر جِرمه وبمقدار ماهيته كذرة جزئية. ولكن إذا ما انتسبت إلى الشمس وفتحت عينَها تجاهها ونظرت إليها، فإن تلك الذرة الصغيرة يمكن أن تستوعب تلك الشمس بضيائها وألوانها السبعة وحرارتها حتى بمسافتها، وتنال نوعاً من مظاهر تجليها الأعظم. بمعنى أن تلك الذرة إن بقيت سائبة دون انتساب مستندة إلى ذاتها، لا تعمل شيئاً إلّا بقدر الذرة، ولكن إن عُدّت مأمورة لدى الشمس ومنسوبة إليها ومرآة لها، فإنها تستطيع أن تظهر قسماً من نماذج جزئية لإجراءات الشمس.
﹛﴿وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى﴾|﹜ فإن كلَّ موجود، حتى كل ذرة، إذا أُسندت إلى الكثرة والشرك وإلى الأسباب وإلى الطبيعة وإلى نفسها. فإما أن تكون كلُّ ذرة وكل موجود، مالكةً لعلم محيط بكل شيء ولقدرة مطلقة، أو تتشكل فيها مطابع ومكائن معنوية لا حدّ لها، كي تؤدي أعمالها التي أُودعت فيها. ولكن إذا أُسندت تلك الذرات إلى الواحد الأحد، فعندئذٍ ينتسب إليه كلُّ مصنوع وكل ذرة ويكون كالموظف المأمور لديه، وانتسابه هذا يجعله ينال تجلياً منه، وبهذه الحظوة والانتساب يستند إلى علم مطلق وقدرة مطلقة، فينجز من الأعمال ويؤدي من الوظائف ما يفوق قوتَه بملايين المرات، وذلك بقوة خالقه وبسر ذلك الاستناد والانتساب.
التمثيل الثاني: أخَوان: أحدهما شجاع يعتمد على نفسه ويعتدّ بها، والآخر شهم غيور يملك حمية الدفاع عن الوطن. فعند نشوب الحرب، لا ينتسب الأول إلى الدولة لاعتداده بنفسه. بل يرغب أن يؤدي الأعمال بنفسه مما يضطره هذا إلى حمل منابع قوته على ظهره، ويُلجئُه إلى نقل تجهيزاته وعتاده بقدرته المحدودة، لذا لا يستطيع هذا أن يحارب العدو إلّا بمقدار تلك القوة الشخصية الضئيلة، فتراه لا يستطيع أن يجابه إلّا قوة عريف في الجيش، لا أكثر. أما الأخ الآخر، غير المعتدّ بنفسه بل يعدّ نفسه عاجزاً لا قوة له، فانتسب إلى السلطان وانخرط في سلك الجندية، فأصبح جيشُ الدولة العظيم نقطةَ استناد له بذلك الانتساب.
Yükleniyor...