-أي تمنح الكثرةَ وحدةً وتُبقيها، فإذا ولّت تبعثرت الأشياءُ وفَنِيَت- لاشك إن الزوال والفناء لا يدنُوان من هذه الحياة الواجبة التي تُعد هذه اللمعات الحياتية جلوةً من جلواته.
والشاهد القاطع لهذه الحقيقة هو زوالُ هذه الكائنات وفناؤها، أي أن الكائنات كما تدل وتشهد بأنواع وجودها وصنوفِ حياتها على حياة ذلك الحي الذي لا يموت وعلى وجوب وجود تلك الحياة (5) تدل وتشهد بأنواع موتِها وصنوف زوالها على بقاء تلك الحياة وعلى سرمديتها؛ لأنَّ الموجودات بعد زوالها تأتي عَقِبَها أمثالُها فتنال الحياةَ مثلَها وتحلّ محلها، مما يدل على أن حياً دائماً موجودٌ، وهو الذي يجدّد باستمرار تجلي الحياة؛ إذ كما أن الحباب التي تعلو سطحَ النهر وتقابل الشمس تتلمع ثم تذهب، والتي تعقبها تتلمع أيضاً مثلها، وهكذا.. طائفة إثر طائفة، كلٌ منها تتلمع، ثم تنطفئ وتذهب إلى شأنها.. فهذا التعاقب في الالتماع والانطفاء يدل على شمس دائمة عالية.. كذلك يشهد تبدلُ الحياة والموت ومناوبتِهما في هذه الموجودات السيارة على بقاء حيّ باقٍ وعلى دوامه.
نعم، إنَّ هذه الموجودات مرايا، ولكن مثلما الظلامُ يكون مرآة للنور بحيث كلما اشتد الظلام ازداد سطوعُ النور، فالموجودات أيضاً من حيث الضدية ومن جهات كثيرة جداً تقوم مقام المرايا.
فمثلاً: إنَّ الموجودات تؤدي وظيفة المرآة بإظهار قدرة الصانع بعَجزها، وبيان غناه سبحانه بفقرِها، كذلك تدل بفنائِها على بقائه سبحانه.
نعم، إنَّ لباسَ الجوع وجلباب الفقر الذي يلبسه سطحُ الأرض وما عليه من أشجار في موسم الشتاء، وتبدُّل تلك الملابس بحُلل الربيع الزاهية الطافحة بالغنى والثروات، دليل على قدير مطلق القدرة وعلى غني مطلق الغنى، وعلى أن الموجودات مرآة صافية لإظهار قدرته ورحمته سبحانه.
نعم، لكأن جميعَ الموجودات تقول بلسان حالها وتناجي ربَّها بمناجاة «أويس القرني» وتقول:
والشاهد القاطع لهذه الحقيقة هو زوالُ هذه الكائنات وفناؤها، أي أن الكائنات كما تدل وتشهد بأنواع وجودها وصنوفِ حياتها على حياة ذلك الحي الذي لا يموت وعلى وجوب وجود تلك الحياة (5) تدل وتشهد بأنواع موتِها وصنوف زوالها على بقاء تلك الحياة وعلى سرمديتها؛ لأنَّ الموجودات بعد زوالها تأتي عَقِبَها أمثالُها فتنال الحياةَ مثلَها وتحلّ محلها، مما يدل على أن حياً دائماً موجودٌ، وهو الذي يجدّد باستمرار تجلي الحياة؛ إذ كما أن الحباب التي تعلو سطحَ النهر وتقابل الشمس تتلمع ثم تذهب، والتي تعقبها تتلمع أيضاً مثلها، وهكذا.. طائفة إثر طائفة، كلٌ منها تتلمع، ثم تنطفئ وتذهب إلى شأنها.. فهذا التعاقب في الالتماع والانطفاء يدل على شمس دائمة عالية.. كذلك يشهد تبدلُ الحياة والموت ومناوبتِهما في هذه الموجودات السيارة على بقاء حيّ باقٍ وعلى دوامه.
نعم، إنَّ هذه الموجودات مرايا، ولكن مثلما الظلامُ يكون مرآة للنور بحيث كلما اشتد الظلام ازداد سطوعُ النور، فالموجودات أيضاً من حيث الضدية ومن جهات كثيرة جداً تقوم مقام المرايا.
فمثلاً: إنَّ الموجودات تؤدي وظيفة المرآة بإظهار قدرة الصانع بعَجزها، وبيان غناه سبحانه بفقرِها، كذلك تدل بفنائِها على بقائه سبحانه.
نعم، إنَّ لباسَ الجوع وجلباب الفقر الذي يلبسه سطحُ الأرض وما عليه من أشجار في موسم الشتاء، وتبدُّل تلك الملابس بحُلل الربيع الزاهية الطافحة بالغنى والثروات، دليل على قدير مطلق القدرة وعلى غني مطلق الغنى، وعلى أن الموجودات مرآة صافية لإظهار قدرته ورحمته سبحانه.
نعم، لكأن جميعَ الموجودات تقول بلسان حالها وتناجي ربَّها بمناجاة «أويس القرني» وتقول:
Yükleniyor...