نحن معجزاتُ صانع واحد حكيم وخوارقه وأدلّاء على وحدانيته وشهداء عليها.
وكذا ننظر إلى قمم الأشجار في تلك الروضة البهية نرى أن ثمارَها وأزاهيرها مخلوقةٌ بمنتهى العلم والحكمة وبغاية الكرم واللطف والجمال.. فكل تلك الثمرات والأزاهير الجميلة تعلن بأشكالها وألوانها المتنوعة، بلسان واحد:
نحن معجزاتُ هدايا رحمن ذي جمال، وخوارقُ عطايا رحيم ذي كمال.
فما في بستان العالم من أجرام وموجودات وما في روضة الأرض من نباتات وحيوانات، وما على قمم الأشجار من أزاهير وثمرات يشهد، بل يُعلن بصوت عالٍ رفيع:
إنَّ خالقنا ومصوّرَنا -الذي أهدانا إليكم- القادر ذو الجمال والحكيم الكريم، قدير على كل شيء، لا يصعب عليه شيء، لا يخرج عن دائرة قدرته شيء قط. فالنجومُ والذرات سواء بالنسبة إلى قدرته، والكلّي سهلٌ عليه كالجزئي، والجزءُ نفيسٌ كالكل، وأكبرُ شيء يسيرٌ عليه كأصغره، والصغيرُ متقن الصنع كالكبير، وربما الصغير أبدعُ إتقاناً من الكبير. فجميعُ الوقوعات الماضية التي هي عجائبُ قدرته، تشهد أنَّ ذلك القدير المطلق قادرٌ على عجائب الإمكانات التي ستحدث في المستقبل. فكما أنَّ الذي أتى بالأمس قادرٌ على إتيان الغد، فإن ذلك القدير الذي أنشأ الماضي قادرٌ على إيجاد المستقبل أيضاً، وذلك الصانع الحكيم الذي خلق الدنيا قادرٌ على خلق الآخرة.
نعم؛ كما أنَّ ذلك القادرَ الجليل هو المعبودُ الحق، فالمحمود بالحق أيضاً إنما هو وحدَه. وكما أنَّ العبادةَ خاصةٌ به وحده، فالحمد والثناء أيضاً يخصّانه سبحانه.
فهل من الممكن أن الصانع الحكيم الذي خلق السماوات والأرض يترك هذا الإنسان سدىً، وهو الذي خلقه أعظم نتيجة للسماوات والأرض وأكمل ثمرات العالم؟ وهل يمكن أن يحيله إلى الأسباب والمصادفات، فيقلبَ حكمتَه الباهرة عبثاً؟ حاشَ لله.. وكلا..
وهل يعقل أنَّ الحكيم العليم الذي يرعى الشجرةَ، ويدبّر أمورَها بعناية ويربّيها في منتهى الحكمة أنْ يهمل ثمرات تلك الشجرة التي هي غايتُها وفائدتها ولا يهتمّ بها، فتتشتت وتتفرق في أيدي السراق وأيدي العبث، وتضيع؟ لاشك أن عدم الاهتمام هذا محال قطعاً، إذ الاهتمام بالشجرة إنما هي لأجل ثمراتها.
وكذا ننظر إلى قمم الأشجار في تلك الروضة البهية نرى أن ثمارَها وأزاهيرها مخلوقةٌ بمنتهى العلم والحكمة وبغاية الكرم واللطف والجمال.. فكل تلك الثمرات والأزاهير الجميلة تعلن بأشكالها وألوانها المتنوعة، بلسان واحد:
نحن معجزاتُ هدايا رحمن ذي جمال، وخوارقُ عطايا رحيم ذي كمال.
فما في بستان العالم من أجرام وموجودات وما في روضة الأرض من نباتات وحيوانات، وما على قمم الأشجار من أزاهير وثمرات يشهد، بل يُعلن بصوت عالٍ رفيع:
إنَّ خالقنا ومصوّرَنا -الذي أهدانا إليكم- القادر ذو الجمال والحكيم الكريم، قدير على كل شيء، لا يصعب عليه شيء، لا يخرج عن دائرة قدرته شيء قط. فالنجومُ والذرات سواء بالنسبة إلى قدرته، والكلّي سهلٌ عليه كالجزئي، والجزءُ نفيسٌ كالكل، وأكبرُ شيء يسيرٌ عليه كأصغره، والصغيرُ متقن الصنع كالكبير، وربما الصغير أبدعُ إتقاناً من الكبير. فجميعُ الوقوعات الماضية التي هي عجائبُ قدرته، تشهد أنَّ ذلك القدير المطلق قادرٌ على عجائب الإمكانات التي ستحدث في المستقبل. فكما أنَّ الذي أتى بالأمس قادرٌ على إتيان الغد، فإن ذلك القدير الذي أنشأ الماضي قادرٌ على إيجاد المستقبل أيضاً، وذلك الصانع الحكيم الذي خلق الدنيا قادرٌ على خلق الآخرة.
نعم؛ كما أنَّ ذلك القادرَ الجليل هو المعبودُ الحق، فالمحمود بالحق أيضاً إنما هو وحدَه. وكما أنَّ العبادةَ خاصةٌ به وحده، فالحمد والثناء أيضاً يخصّانه سبحانه.
فهل من الممكن أن الصانع الحكيم الذي خلق السماوات والأرض يترك هذا الإنسان سدىً، وهو الذي خلقه أعظم نتيجة للسماوات والأرض وأكمل ثمرات العالم؟ وهل يمكن أن يحيله إلى الأسباب والمصادفات، فيقلبَ حكمتَه الباهرة عبثاً؟ حاشَ لله.. وكلا..
وهل يعقل أنَّ الحكيم العليم الذي يرعى الشجرةَ، ويدبّر أمورَها بعناية ويربّيها في منتهى الحكمة أنْ يهمل ثمرات تلك الشجرة التي هي غايتُها وفائدتها ولا يهتمّ بها، فتتشتت وتتفرق في أيدي السراق وأيدي العبث، وتضيع؟ لاشك أن عدم الاهتمام هذا محال قطعاً، إذ الاهتمام بالشجرة إنما هي لأجل ثمراتها.
Yükleniyor...