أخوكم هذا الذي لا يُعدّ شيئاً يُذكر، وهو لا شيء، قد وُهبَ له وضعٌ يجعله يحظى باسم الله «الرحيم» واسم الله «الحكيم» من الأسماء الحسنى، وذلك في أثناء ما يكون مستخدَماً لخدمة القرآن فحسب، وحينما يكون منادياً لتلك الخزينة العظمى التي لا تنتهي عجائبُها. فجميع «الكلمات» إنما هي جلوات تلك الحظوة. نرجو من الله تعالى أن تكون نائلة لمضمون الآية الكريمة ﹛﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُو۫تِيَ خَيْرًا كَث۪يرًا ﴾|﹜ (البقرة: ٢٦٩).

ثانيتها: لقد وردت هذه الفقرة الرقيقة فجأة بالبال، وهي: أن ما يقال في الطريقة النقشبندية:

«دَرْ طَرِيقِ نَقشِبَنْدِى لَازم آمَدْ چَارِ تَرك:


تَركِ دُنيَا، تَركِ عُقبَى، تَركِ هَستِى، تَركِ تَرك». (1)


ووردت هذه الفقرة الآتية عقب الفقرة السابقة مباشرة وهي:

«دَرْ طَريقِ عَجزِ مَنْدِى لَازم آمدْ چَارِ چِيز


فَقرِ مُطلَق عَجزِ مُطلَق شُكرِ مُطلَق شَوقِ مُطلَقْ أَيْ عَزِيز». (2)


ثم خطر بالبال ما كتبتَه أنت: «انظر إلى الصحيفة المتلونة الزاهية لكتاب الكون... إلخ» ذلك الشعر الغني بالمعاني والزاهي بألوان الوصف.

نظرت إلى النجوم المتدلية في سقف السماء، من خلال ذلك الشعر. وقلت: ليتني كنت شاعراً، فأتم هذا الشعر. ومع أنني لا أملك موهبة في الشعر والنظم، إلّا أنني شرعت به، ولكن لم أستطع أن أنظمه شعراً فكتبته كما ورد في القلب. فإن شئت حوّله نظماً يا من أنت وارثي.


Yükleniyor...