عَيْنِ دَرْسٍ أَلْمَلٰئِكَةُ مَعَ الصَّبِيّينَ وَكَذَا هُوَ ذُو الْبَصَرِ الْمُطْلَقِ يَرَى الْأَشْيَاءَ بِكَمَالِ الْوُضُوحِ وَالظُّهُورِ وَيُحيطُ بِهَا وَيُقَلِّبُ الْعَالَمَ في يَدِه وَيُعَرِّفُهُ لَنَا كَمَا يُقَلِّبُ صَانِعُ السَّاعَةِ السَّاعَةَ في كَفِّه وَيُعَرِّفُ لِلنَّاسِ فَهٰذَا الْقُرْأٰنُ الْعَظيمُ الشَّانِ هُوَ الَّذي يَقُولُ مُكَرَّرًا ﹛﴿اَللّٰهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ﴾|﹜، ﹛﴿فَاعْلَمْ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ﴾|﹜ .

أما معنى هذا التفكر فكما يأتي:

إن الجهات الست للقرآن الكريم منوّرةٌ وضّاءةٌ لا تدنو منها الشبهاتُ والأوهام، لأن:

من ورائه العرشُ الأعظم، يستند إليه، فهناك نورُ الوحي.

وبين يديه سعادةُ الدارين، يستهدفها، فقد امتدت ارتباطاتُه وعلاقته بالأبد والآخرة فهناك نورُ الجنة ونور السعادة.

ومن فوقه تتلألأ آيةُ الإعجاز وتسطعُ طغراؤه.

ومن تحته أعمدةُ البراهين الرصينة والدلائل الدامغة، ففيها الهداية المحضة.

وعن يمينه يقف استنطاقُ العقول وتصديقُها، لكثرة ما فيه ﹛﴿اَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾|﹜.

وعن يساره استشهادُ الوجدان حتى ينطق من إعجابه: «تبارك الله» بما ينفخ من نفحات روحية للقلب.

فمن أين يمكن يا تُرى أن تتسلل إليه الأوهامُ والشبهات؟

فالقرآن الكريم جامعٌ لسّر إجماع كتب الأنبياء والأولياء والموحّدين قاطبة، رغم اختلاف عصورهم ومشاربهم ومسالكهم. أي أن جميع أربابِ العقول السليمة والقلوب المطمئنة يصدّقون مجملَ أحكام القرآن الكريم وأساسَ ما يدعو إليه، حيث يذكرونه في كتبهم. فهم إذن بمثابة أُصول شجرة القرآن السماوية.

ثم إنَّ القرآن الكريم يستند إلى الوحي الإلهي، بل هو وحيٌ محض، لأن الله سبحانه الذي أنزله على قلب محمد ﷺ يبيّنه بمعجزات رسوله الكريم وحياً محضاً. والقرآن النازل من عند الله يبين بإعجازه الظاهر أنه من العرش الأعظم. وأن أطوارَ المُنزَل عليه وهو الرسول


Yükleniyor...