وإن كنتم عاجزين كذلك:
فأديانُكم وأنفسُكم إذن مهددةٌ بالخطر في الدنيا كما هي في الآخرة.
وهكذا تحدى القرآن الكريم بثماني تحديات طبقات الإنس والجن، ولم يحصر تحدّيه في ثلاث وعشرين سنة بل استمر إلى الألف وثلاثمائة سنة بل لا يزال يتحدى العالم وسيبقى هكذا إلى أن يرث الله الأرضَ ومَن عليها.
ولهذا فلو كانت المعارضةُ ممكنة لما اختار أولئك الكفارُ طريق الحرب والدمار ويُلقون أنفسَهم وأموالهم وأهليهم إلى التهلكة ويَدَعون طريق المعارضة القصيرة السهلة. إذن فالمعارضة غير ممكنةٍ وليست في طوق البشر. إذ هل يمكن لعاقل فَطِن -ولا سيما أهل الجزيرة العربية ولا سيما قريش الأذكياء- أن يعرّض نفسَه وماله وأهله للخطر ويختار طريق الحرب والدمار إن كان باستطاعته سلوكَ طريق المعارضة ولو بسورة من القرآن من أديب منهم، فينقذ نفسَه وماله من التحدي القرآني، إن كان إتيان مثله سهلاً ميسوراً؟
وحاصل الكلام: ما قاله «الجاحظ»: لمّا لم يمكن المعارضةُ بالحروف اضطروا إلى المقارعة بالسيوف.
فإن قيل: لقد قال بعض العلماء المحققين: «لا يمكن معارضة أية آية من آيات القرآن الكريم ولا جملة منها ولا كلمة منها، فكيف بالسورة؟ ولم يبرز أحدٌ في ميدان المعارضة. أي لم يعارَض القرآن إذن». ونرى أن في هذا الكلام مجازفة ومبالغة لا يقبلها العقل، لأنَّ هناك كثير من الجمل في كلام البشر يشبه جملَ القرآن وعباراته. إذن فما معنى هذا القول، وما حكمته؟
الجواب: هناك مذهبان في بيان إعجاز القرآن:
المذهب الأول: وهو الغالب والراجح وهو مذهب الأكثرية من العلماء وهو أنَّ لطائفَ بلاغة القرآن ومزايا معانيه هي فوق طاقة البشر.
أما المذهب الثاني: وهو المرجوح فهو أن معارضة سورةٍ واحدة من القرآن ضمن طاقة البشر، إلّا أن الله سبحانه قد منَعها عن الخلق، ليكون القرآنُ معجزةَ الرسول ﷺ، ويمكن أن يوضح هذا بمثال:
فأديانُكم وأنفسُكم إذن مهددةٌ بالخطر في الدنيا كما هي في الآخرة.
وهكذا تحدى القرآن الكريم بثماني تحديات طبقات الإنس والجن، ولم يحصر تحدّيه في ثلاث وعشرين سنة بل استمر إلى الألف وثلاثمائة سنة بل لا يزال يتحدى العالم وسيبقى هكذا إلى أن يرث الله الأرضَ ومَن عليها.
ولهذا فلو كانت المعارضةُ ممكنة لما اختار أولئك الكفارُ طريق الحرب والدمار ويُلقون أنفسَهم وأموالهم وأهليهم إلى التهلكة ويَدَعون طريق المعارضة القصيرة السهلة. إذن فالمعارضة غير ممكنةٍ وليست في طوق البشر. إذ هل يمكن لعاقل فَطِن -ولا سيما أهل الجزيرة العربية ولا سيما قريش الأذكياء- أن يعرّض نفسَه وماله وأهله للخطر ويختار طريق الحرب والدمار إن كان باستطاعته سلوكَ طريق المعارضة ولو بسورة من القرآن من أديب منهم، فينقذ نفسَه وماله من التحدي القرآني، إن كان إتيان مثله سهلاً ميسوراً؟
وحاصل الكلام: ما قاله «الجاحظ»: لمّا لم يمكن المعارضةُ بالحروف اضطروا إلى المقارعة بالسيوف.
فإن قيل: لقد قال بعض العلماء المحققين: «لا يمكن معارضة أية آية من آيات القرآن الكريم ولا جملة منها ولا كلمة منها، فكيف بالسورة؟ ولم يبرز أحدٌ في ميدان المعارضة. أي لم يعارَض القرآن إذن». ونرى أن في هذا الكلام مجازفة ومبالغة لا يقبلها العقل، لأنَّ هناك كثير من الجمل في كلام البشر يشبه جملَ القرآن وعباراته. إذن فما معنى هذا القول، وما حكمته؟
الجواب: هناك مذهبان في بيان إعجاز القرآن:
المذهب الأول: وهو الغالب والراجح وهو مذهب الأكثرية من العلماء وهو أنَّ لطائفَ بلاغة القرآن ومزايا معانيه هي فوق طاقة البشر.
أما المذهب الثاني: وهو المرجوح فهو أن معارضة سورةٍ واحدة من القرآن ضمن طاقة البشر، إلّا أن الله سبحانه قد منَعها عن الخلق، ليكون القرآنُ معجزةَ الرسول ﷺ، ويمكن أن يوضح هذا بمثال:
Yükleniyor...