وقال ﷺ: «هلاكُ أمتي على يدَي اُغيلمةٍ من قريش» (99) والأمم التي حول بحر الخزر ثم بعد ذلك يدخل أكثر هؤلاء الأمم في دين الإسلام، وسيحكمون العرب بينهم حيث قال: «يوشَكُ أن يَكثُر فيكم العَجَم يأكلون فيئَكُم ويضربون رِقَابكم». (98)

فأخبر عن يزيد والوليد وأمثالهم من الرؤساء الأشرار في الأمويين.

وأخبر ﷺ عن وقوع رِدّة في بعض الأماكن كاليمامة. (100) وقال في غزوة الخندق: «إنَّ قريشاً والأحزابَ لا يغزونني أبداً وأنا أغزوهم» (101) وكان الأمر كما أخبر.

وثبت كذلك أنه ﷺ أخبر قبل وفاته بشهرين: «بأن عبداً خُيِّرَ فاختار ما عند الله». (102) وقال في حق زيد بن صوحان: «يَسبقُهُ عضوٌ إلى الجنة، فقُطعتْ يدُهُ في الجهاد» (103) وأصبحت شهيدة، يوم نهاوند، فسبقته إلى الجنة.

∗ ∗ ∗


وهكذا فإن جميع ما بحثناه من أمور الغيب إنما هو نوعٌ واحد فقط من بين عشرة أنواع من معجزاته ﷺ، فنحن لم نعرف بعدُ عُشرَ معشار هذا النوع، وقد بينّا إجمالاً أربعة أنواع من الإخبار الغيبي في الكلمة الخامسة والعشرين الخاصة بإعجاز القرآن.

فتأمل الآن في هذا النوع، وضمّه إلى الأنواع الأربعة الأخرى التي أخبر عنها ﷺ بلسان القرآن، وانظر كيف يشكّل برهاناً قاطعاً لامعاً على الرسالة بحيث يذعن مَن لم يختل عقلُه وقلبُه ويصدّق بأن هذا النبي الكريم ﷺ إنما هو رسول يخبر عن الغيب من لدن خالق كل شيء وعلام الغيوب.

Yükleniyor...