وقال الرسول ﷺ لسُراقة: «كيف بك إذا أُلبستَ سوارَيْ كسرى» (78) وفي عهد عمر رضي الله عنه سقطت دولةُ كسرى وجاءت زينة كسرى وحليّه فألبسها عمرُ سراقةَ وقال: «الحمد لله الذي سَلَبهما كِسرى وألْبَسهما سُراقةَ» (79) وصدّق ما أخبر به النبي ﷺ.
وقال أيضاً ﷺ: «إذا هَلكَ كسرى فلا كسرى بعدَه». (80) فكان الأمر كما أخبر.
وأخبر ﷺ رسولَ كسرى: «أن الله سلّط على كسرى ابنَه شهَرَوَيه فقَتَله في وقت كذا..» فلما حقق ذلك الرسول وقتَ مقتل كسرى، أيقنَ أن قتلَه كان في نفس الوقت الذي أخبر عنه ﷺ فأسلمَ بسبب ذلك. (81) واسمُ ذلك الرسول «فيروز» كما ورد في بعض الروايات. (82)
وأخبر عن كتاب حاطب بن أبي بلتعة الذي أرسله سراً إلى كُفار قريش. فأرسل ﷺ علياً والمقداد رضي الله عنهما بأنّ في الموضع الفلاني جاريةٌ معها رسالة. فأْتُوني بها، فذهبا وأتيا بالرسالة في المكان الذي وصفَه الرسول ﷺ، واستدعى حاطباً وقال له: ما الذي حَمَلك على هذا؟ فأبدى عذرَه فقَبِل منه. (83) وهذه رواية صحيحة ثابتة.
وثبت أيضاً أنه ﷺ قال في عتبة ابن أبي لهب: «يأكله كلبُ الله» (84) فأخبر عن عاقبته المفجعة، وبعد مدة من الزمن ذهب عتبة متوجهاً نحو اليمن فجاءه سبعٌ وأكله. فصدّق دعاءه عليه.
Yükleniyor...