حكمة جعل البشر روحاً منفوخاً في جسد الأرض لحياتها مع وجود الفساد والإماتة من حيث الأحياء؟

وأن التعبير ب ﹛﴿ مَنْ ﴾|﹜ إشارة إلى أنه لا يعنيهم شخصيةُ البشر وإنما يثقل عليهم عصيانُ مخلوقٍ لله تعالى.

وأن إيراد ﹛﴿ يُفْسِدُ ﴾|﹜ بدل «يعصي» إشارة إلى أن العصيان ينجرّ إلى فساد نظام العالم.

وأن صورة المضارع إشارة إلى أن المستنكَر تجدُّد العصيان واستمراره. وقد علموا ذلك؛ إما بإعلامه تعالى، أو بمطالعة اللوح، أو بمعرفة فطرتهم من عدم تحديد القوى المودعة فيهم. فبتجاوز الشهوية يحصل الفساد، وبتعدي الغضبية ينشأ السفك والظلم.

و ﹛﴿ ف۪يهَا ﴾|﹜ أي مع أنها كانت مسجداً أُسس على التقوى.. وأن موقع «الواو» الجمعُ بين الرذيلتين بمناسبة انجرار الفساد إلى سفك الدم.

وأن إيثار ﹛﴿ يَسْفِكُ ﴾|﹜ على «يقتل» لأن السفك هو القتل بظلم، ومن القتل ما هو جهاد في سبيل الله، وكذا قتل الفرد لسلامة الجماعة، كقتل الذئب لسلامة الغنم.

وأما ﹛﴿ الدِّمَٓاءَ ﴾|﹜ فتأكيد لما في السفك من الدم لتشديد شناعة القتل.

وأما هيئاتُ ﹛﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾|﹜ :

فواو الحال إشارة إلى استشعارهم الاعتراضَ عليهم ب«أما يكفيكم حكمةُ عبادة البشر وتقديسه له تعالى؟»

﹛﴿ وَنَحْنُ ﴾|﹜ أي معاشر الملائكة المعصومين من المعاصي.. واسمية الجملة إشارةٌ إلى أن التسبيح كالسجية لهم واللازم لفطرتهم وهُمْ له.

أما ﹛﴿ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾|﹜ فكلمةٌ جامعة أي نُعلنُك في الكائنات بأنواع العبادات.. ونعتقد تنزّهك عمّا لا يليق بجنابك بتوصيفك بأوصاف الجلال، وما هو إلا مِن نعمِك المحمود عليها. ونقول: «سُبحَان الله وبحَمده». ونحمدك ونصفك بأوصاف الجلال والجمال.

﹛﴿ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾|﹜ أي نقدّسك، أو نطهّر أنفسنا وأفعالَنا من الذنوب وقلوبنا من


Yükleniyor...