⦁ إن قلت: ﹛﴿ اَلرَّحْمٰنِ ﴾|﹜ و ﹛﴿ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ كأمثالهما بمبادئها محالٌ في حقه تعالى كرقَّةِ القلب، وإن أُريد منها النهايات (8)فما حكمةُ المجاز؟
قلت: هي حكمةُ المتشابهات؛ (9)وهي «التنزّلات الإلهية إلى عقول البشر»، لتأنيس الأذهان وتفهيمِها، كمَن تكلّم مع صبيّ بما يألَفُه ويأنَس به. فإن الجمهور من الناس يجتنون معلوماتِهم عن محسوساتهم، ولا ينظرون إلى الحقائق المحضة إلّا في مرآة متخيّلاتهم ومن جانب مألوفاتهم.. وأيضا المقصود من الكلام إفادةُ المعنى، وهي لا تتم إلّا بالتأثير في القلب والحس، وهو لا يحصل إلّا بإلباس الحقيقةِ أسلوبَ مألوفِ المخاطَب، وبه يستعدّ القلبُ للقبول.
﹛﴿ اَلْحَمْدُ ﴾|﹜
وجهُ النظم مع ما قبله، أن ﹛﴿ اَلرَّحْمٰنِ ﴾|﹜ و ﹛﴿ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ لمّا دلّتا على النِعَم استوجَبتا تعقيبَ الحمد. ثم إن ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾|﹜ قد كُرِّرَت في أربع سُوَرٍ من القرآن، (10)كلُّ واحدة منها ناظرةٌ إلى نعمةٍ من النِعم الأساسية التي هي: النشأةُ الأولى، والبقاءُ فيها، والنشأةُ الأخرى، والبقاءُ بعدَها. (11)
ثم وجهُ نظمِه في هذا المقام (أي جعلُه فاتحةَ فاتحةِ القرآن) هو أنه كتصوّر العلّةِ الغائية (12)المقَدَّم في الذهن؛ لأن الحمدَ صورةٌ إجمالية للعبادة، التي هي نتيجةٌ للخِلقة، والمعرفةِ التي هي حكمةٌ وغايةٌ للكائنات. فكأن ذكرَه تصوّرٌ للعلة الغائية.. وقد قال عز وجل ﹛﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾|﹜ (الذاريات:٥٦).
ثم إنَّ المشهور من معاني الحمد إظهارُ الصفات الكمالية.
وتحقيقُه أنَّ الله سبحانه خلق الإنسان وجعلَه نسخةً جامعةً للكائنات، وفِهْرِسْتة (13)
قلت: هي حكمةُ المتشابهات؛ (9)وهي «التنزّلات الإلهية إلى عقول البشر»، لتأنيس الأذهان وتفهيمِها، كمَن تكلّم مع صبيّ بما يألَفُه ويأنَس به. فإن الجمهور من الناس يجتنون معلوماتِهم عن محسوساتهم، ولا ينظرون إلى الحقائق المحضة إلّا في مرآة متخيّلاتهم ومن جانب مألوفاتهم.. وأيضا المقصود من الكلام إفادةُ المعنى، وهي لا تتم إلّا بالتأثير في القلب والحس، وهو لا يحصل إلّا بإلباس الحقيقةِ أسلوبَ مألوفِ المخاطَب، وبه يستعدّ القلبُ للقبول.
﹛﴿ اَلْحَمْدُ ﴾|﹜
وجهُ النظم مع ما قبله، أن ﹛﴿ اَلرَّحْمٰنِ ﴾|﹜ و ﹛﴿ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ لمّا دلّتا على النِعَم استوجَبتا تعقيبَ الحمد. ثم إن ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾|﹜ قد كُرِّرَت في أربع سُوَرٍ من القرآن، (10)كلُّ واحدة منها ناظرةٌ إلى نعمةٍ من النِعم الأساسية التي هي: النشأةُ الأولى، والبقاءُ فيها، والنشأةُ الأخرى، والبقاءُ بعدَها. (11)
ثم وجهُ نظمِه في هذا المقام (أي جعلُه فاتحةَ فاتحةِ القرآن) هو أنه كتصوّر العلّةِ الغائية (12)المقَدَّم في الذهن؛ لأن الحمدَ صورةٌ إجمالية للعبادة، التي هي نتيجةٌ للخِلقة، والمعرفةِ التي هي حكمةٌ وغايةٌ للكائنات. فكأن ذكرَه تصوّرٌ للعلة الغائية.. وقد قال عز وجل ﹛﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾|﹜ (الذاريات:٥٦).
ثم إنَّ المشهور من معاني الحمد إظهارُ الصفات الكمالية.
وتحقيقُه أنَّ الله سبحانه خلق الإنسان وجعلَه نسخةً جامعةً للكائنات، وفِهْرِسْتة (13)
Yükleniyor...