وتفهّمتَ وجودَ رأسٍ عظيم وثمرةٍ عجيبة تدلّت إلى الأبد. ألا ترى أن من رأى عِرقا ممتداً تفطّن لوجود بطيخ مثلاً في رأسه؛ وكذلك من رأى الخلقة النارية تفطن لانتهائها إلى حنظلةِ جهنم. وكذا من رأى النعم والمحاسن واللذائذ يحدس بأن مصبّها ومَخلصها وروضَها الجنةُ.
فإن قلت: إذا كانت جهنم موجودة الآن فأين موضعُها؟
قيل لك: نحن معاشر أهل السنة والجماعة نعتقد وجودَها الآن لكن لا نعيّن موضعَها.
فإن قلت: إن ظواهر الأحاديث تدل على أنها تحت الأرض. وفي حديث: إن نارها أشدّ وأحرّ من نار الدنيا بمائتي دفعة. وأن الشمس أيضاً تدخل في جهنم؟
قيل لك: إن «تحت الأرض» عبارة عن مركزها، إذ تحتَ الكرة مركزُها. وقد ثبت في نظريات الحكمة أن في مركزها ناراً بالغة في الشدة إلى مقدار مائتي ألف درجة. إذ كلما تحفر الأرض ثلاثة وثلاثين ذراعاً بذراع التجار تتزايد -تقريباً- درجةُ حرارة. فإلى المركز تصير -تقريباً- مائتي ألف درجة. فهذا النظريّ مطابقٌ لمآل الحديث الذي يقول: إنها أشدّ من نار الدنيا بمائتي درجة. وأيضاً في الحديث: أن قسماً من تلك النار زمهرير تحرق ببرودتها. (171)وهذا الحديث مطابق لهذا النظري؛ إذ النارُ المركزية مشتملةٌ على المراتب النارية كلِّها إلى السطح. وقد تقرر في الحكمة الطبيعية: أن للنار مرتبةً تجذب دفعةً حرارةَ مجاوِرها فتحرقه بالبرودة وتصير الماء جَمَداً.
فإن قلت: ما في جوف الأرض ومظروفُها صغير فكيف تسع جهنمَ التي تسع السماوات والأرض؟
قيل لك: نعم باعتبار المِلك والمطوّيّة وان كانت مظروفةً للأرض لكن بالنظر إلى العالم الأُخروي بالغةٌ في العظمة إلى درجة تسع أُلوفاً من أمثال هذه الأرض. بل إن عالَم الشهادة كحجاب مانعٍ لارتباط تلك النار بسائر أغصانها. فما في جوف الأرض إلّا مركزُها وسرُّها أو قلبُ عفريتِها. وأيضاً لا تستلزم التحتية اتصالها بالأرض، إذ شجرةُ الخلقةِ أثمرتْ
فإن قلت: إذا كانت جهنم موجودة الآن فأين موضعُها؟
قيل لك: نحن معاشر أهل السنة والجماعة نعتقد وجودَها الآن لكن لا نعيّن موضعَها.
فإن قلت: إن ظواهر الأحاديث تدل على أنها تحت الأرض. وفي حديث: إن نارها أشدّ وأحرّ من نار الدنيا بمائتي دفعة. وأن الشمس أيضاً تدخل في جهنم؟
قيل لك: إن «تحت الأرض» عبارة عن مركزها، إذ تحتَ الكرة مركزُها. وقد ثبت في نظريات الحكمة أن في مركزها ناراً بالغة في الشدة إلى مقدار مائتي ألف درجة. إذ كلما تحفر الأرض ثلاثة وثلاثين ذراعاً بذراع التجار تتزايد -تقريباً- درجةُ حرارة. فإلى المركز تصير -تقريباً- مائتي ألف درجة. فهذا النظريّ مطابقٌ لمآل الحديث الذي يقول: إنها أشدّ من نار الدنيا بمائتي درجة. وأيضاً في الحديث: أن قسماً من تلك النار زمهرير تحرق ببرودتها. (171)وهذا الحديث مطابق لهذا النظري؛ إذ النارُ المركزية مشتملةٌ على المراتب النارية كلِّها إلى السطح. وقد تقرر في الحكمة الطبيعية: أن للنار مرتبةً تجذب دفعةً حرارةَ مجاوِرها فتحرقه بالبرودة وتصير الماء جَمَداً.
فإن قلت: ما في جوف الأرض ومظروفُها صغير فكيف تسع جهنمَ التي تسع السماوات والأرض؟
قيل لك: نعم باعتبار المِلك والمطوّيّة وان كانت مظروفةً للأرض لكن بالنظر إلى العالم الأُخروي بالغةٌ في العظمة إلى درجة تسع أُلوفاً من أمثال هذه الأرض. بل إن عالَم الشهادة كحجاب مانعٍ لارتباط تلك النار بسائر أغصانها. فما في جوف الأرض إلّا مركزُها وسرُّها أو قلبُ عفريتِها. وأيضاً لا تستلزم التحتية اتصالها بالأرض، إذ شجرةُ الخلقةِ أثمرتْ
Yükleniyor...