الفطري يحصل مراتبُ ثلاثٌ: مرتبةُ النقصان وهي التفريط، والزيادةِ وهي الإفراط، والوسطِ وهي العدل.
فتفريطُ القوةِ العقلية الغباوةُ والبلادة، وإفراطُها الجربزةُ (26)الخادعة والتدقيقُ في سفاسف الأمور، ووسطُها الحكمة، ﹛﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُو۫تِيَ خَيْرًا كَث۪يرًا ﴾|﹜ (البقرة:٢٦٩).
اعلم أنه كما تنوعَ أصلُ هذه القوة إلى تلك المراتب، كذلك كلُّ فرع من فروعها يتنوعُ إلى هذه الثلاث؛ مثلاً: في مسألة خَلق الأفعال: مذهبُ أهل السنة وسطُ الجبر والاعتزال، (27)وفي الاعتقاد: مذهبُ التوحيد وسطُ التعطيل والتشبيه.. وعلى هذه القياسُ.
وتفريطُ القوة الشهَوية الخمودةُ وعدمُ الاشتياق إلى شيء، وإفراطُها الفجورُ بأن يشتهي ما صادف، حَلَّ أو حَرُمَ، ووسطُها العفةُ بأن يرغب في الحلال ويهرب عن الحرام. وقس على الأصل كلَّ فرع من فروعاته من الأكل والشرب واللبس وأمثالِها.
وتفريط القوة الغضبية الجبانةُ أي الخوفُ مما لا يُخاف منه والتوهمُ، وإفراطهُا التهوّرُ الذي هو والدُ الاستبداد والتحكّم والظلم، ووسطُها الشجاعةُ أي بذلُ الروح بعشقٍ وشوقٍ لحماية ناموس (28)الإسلامية وإعلاءِ كلمةِ التوحيد. وقس عليها فروعها..
فالأطراف الستة ظلمٌ والأوساط الثلاثة هي العدلُ الذي هو الصراط المستقيم، أي العملُ ب ﹛﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَٓا اُمِرْتَ ﴾|﹜ (هود:١١٢). ومَن مرَّ على هذا الصراط يمرّ على الصراط الممتدِّ على النار.
﹛﴿ صِرَاطَ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾|﹜
اعلم أن نظم دُرَر القرآن ليس بخيط واحد بل النظمُ -في كثيرٍ- نقوشٌ تحصل من نسج خطوطِ نِسَبٍ متفاوتةٍ قُرباً وبُعداً، ظهوراً وخفاء. لأن أساس الإعجاز بعد الإيجاز هذا النقشُ.
فتفريطُ القوةِ العقلية الغباوةُ والبلادة، وإفراطُها الجربزةُ (26)الخادعة والتدقيقُ في سفاسف الأمور، ووسطُها الحكمة، ﹛﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُو۫تِيَ خَيْرًا كَث۪يرًا ﴾|﹜ (البقرة:٢٦٩).
اعلم أنه كما تنوعَ أصلُ هذه القوة إلى تلك المراتب، كذلك كلُّ فرع من فروعها يتنوعُ إلى هذه الثلاث؛ مثلاً: في مسألة خَلق الأفعال: مذهبُ أهل السنة وسطُ الجبر والاعتزال، (27)وفي الاعتقاد: مذهبُ التوحيد وسطُ التعطيل والتشبيه.. وعلى هذه القياسُ.
وتفريطُ القوة الشهَوية الخمودةُ وعدمُ الاشتياق إلى شيء، وإفراطُها الفجورُ بأن يشتهي ما صادف، حَلَّ أو حَرُمَ، ووسطُها العفةُ بأن يرغب في الحلال ويهرب عن الحرام. وقس على الأصل كلَّ فرع من فروعاته من الأكل والشرب واللبس وأمثالِها.
وتفريط القوة الغضبية الجبانةُ أي الخوفُ مما لا يُخاف منه والتوهمُ، وإفراطهُا التهوّرُ الذي هو والدُ الاستبداد والتحكّم والظلم، ووسطُها الشجاعةُ أي بذلُ الروح بعشقٍ وشوقٍ لحماية ناموس (28)الإسلامية وإعلاءِ كلمةِ التوحيد. وقس عليها فروعها..
فالأطراف الستة ظلمٌ والأوساط الثلاثة هي العدلُ الذي هو الصراط المستقيم، أي العملُ ب ﹛﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَٓا اُمِرْتَ ﴾|﹜ (هود:١١٢). ومَن مرَّ على هذا الصراط يمرّ على الصراط الممتدِّ على النار.
﹛﴿ صِرَاطَ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾|﹜
اعلم أن نظم دُرَر القرآن ليس بخيط واحد بل النظمُ -في كثيرٍ- نقوشٌ تحصل من نسج خطوطِ نِسَبٍ متفاوتةٍ قُرباً وبُعداً، ظهوراً وخفاء. لأن أساس الإعجاز بعد الإيجاز هذا النقشُ.
Yükleniyor...