اعلم أن الخالق -جلّت قدرتُه- مزج الأضدادَ في عالم الكون والفساد لِحِكَم دقيقة، ووضعَ أسباباً ظاهرية ووسائط، إظهارا لعزته، فترتبت سلسلةُ العِلل والمعلولات. ثم لمّا تصفّت الكائنات وتميّزت وتحزّبت في الحشر، ارتفعت الأسبابُ وأُسقطت الوسائط، فارتفع الحجابُ وكُشف الغطاء، فيرى كلُّ شيء صانعَه ويعرف مالكه الحقيقي.
تذييل لخلاصة نظم الجمل:
اعلم أنه تعالى لمّا أنكر كفرَهم الواقع بطريق الاستفهام الاستخباريّ في ﹛﴿ كَيْفَ ﴾|﹜ ودعا الناس إلى التعجب منه؛ برهن عليه بما بعد الواو الحالية؛ أي بإراءة أربعة انقلابات عظيمة كلُّها، وكلّ منها شاهد على وجوب الإيمان. ثم إن كل انقلاب منها مشتمل على أطوار ومراتب، ومقدمة ومُعِدّة للانقلاب الذي يليه. فمن الطور الأول من الانقلاب الأول إلى الطور الآخر من الانقلاب الآخر يتجدد أصلُ جسد الحي دائما، فيُلقِي قشراً ويَلبس الأكملَ، ثم يخلعه ويلبس صورة أعلى، ثم يلقيها أيضاً فيلبس صورة أحسن، وهلم جرا... فهو دائماً في استبدالِ صورةٍ بأخرى كاملةٍ إلى أن يصل إلى أعلى الأعالي فيستقرَّ بتقرر السعادة الأبدية، وكلُّها بنظام معيّن وقانون منتظم. فأشار إلى أول الانقلابات بقوله: ﹛﴿ وَكُنْتُمْ اَمْوَاتًا ﴾|﹜ وهذا مشتمل على أطوار،ٍ آخرُ الأطوار ينتج مآلَ ﹛﴿ فَاَحْيَاكُمْ ﴾|﹜ الدالِ على الانقلاب الثاني الذي هو أعجب حقائق العالم المشتمل على أطوارٍ آخرُها تنتهي بانقلابِ ﹛﴿ ثُمَّ يُم۪يتُكُمْ ﴾|﹜ المشتملِ أيضا على أطواره البرزخية التي تتم بانقلابِ ﹛﴿ ثُمَّ يُحْي۪يكُمْ ﴾|﹜ المشتملِ على أطواره القبرية ثم الحشرية المختومة بقوله: ﹛﴿ ثُمَّ اِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾|﹜ . فمَن أمعن في هذه الانقلابات كيف يتجاسر على الإنكار؟
ولنشرع في نظم هيئاتِ جملةٍ جملةٍ:
أما الجملة الأولى أعني: ﹛﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَكُنْتُمْ اَمْوَاتًا ﴾|﹜ :
فالاستفهام فيها لتوجيه ذهنهم إلى قباحتهم ليروا بأنفسهم فينصفوا فيقرّوا.
و ﹛﴿ كَيْفَ ﴾|﹜ إشارة إلى الاستدلال على عدم الكفر (202)بإنكار الحال اللازم.
والخطاب في ﹛﴿ تَكْفُرُونَ ﴾|﹜ إيماءٌ كما مرّ إلى شدة الغضب. ولم يقل «لا تؤمنون»
تذييل لخلاصة نظم الجمل:
اعلم أنه تعالى لمّا أنكر كفرَهم الواقع بطريق الاستفهام الاستخباريّ في ﹛﴿ كَيْفَ ﴾|﹜ ودعا الناس إلى التعجب منه؛ برهن عليه بما بعد الواو الحالية؛ أي بإراءة أربعة انقلابات عظيمة كلُّها، وكلّ منها شاهد على وجوب الإيمان. ثم إن كل انقلاب منها مشتمل على أطوار ومراتب، ومقدمة ومُعِدّة للانقلاب الذي يليه. فمن الطور الأول من الانقلاب الأول إلى الطور الآخر من الانقلاب الآخر يتجدد أصلُ جسد الحي دائما، فيُلقِي قشراً ويَلبس الأكملَ، ثم يخلعه ويلبس صورة أعلى، ثم يلقيها أيضاً فيلبس صورة أحسن، وهلم جرا... فهو دائماً في استبدالِ صورةٍ بأخرى كاملةٍ إلى أن يصل إلى أعلى الأعالي فيستقرَّ بتقرر السعادة الأبدية، وكلُّها بنظام معيّن وقانون منتظم. فأشار إلى أول الانقلابات بقوله: ﹛﴿ وَكُنْتُمْ اَمْوَاتًا ﴾|﹜ وهذا مشتمل على أطوار،ٍ آخرُ الأطوار ينتج مآلَ ﹛﴿ فَاَحْيَاكُمْ ﴾|﹜ الدالِ على الانقلاب الثاني الذي هو أعجب حقائق العالم المشتمل على أطوارٍ آخرُها تنتهي بانقلابِ ﹛﴿ ثُمَّ يُم۪يتُكُمْ ﴾|﹜ المشتملِ أيضا على أطواره البرزخية التي تتم بانقلابِ ﹛﴿ ثُمَّ يُحْي۪يكُمْ ﴾|﹜ المشتملِ على أطواره القبرية ثم الحشرية المختومة بقوله: ﹛﴿ ثُمَّ اِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾|﹜ . فمَن أمعن في هذه الانقلابات كيف يتجاسر على الإنكار؟
ولنشرع في نظم هيئاتِ جملةٍ جملةٍ:
أما الجملة الأولى أعني: ﹛﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَكُنْتُمْ اَمْوَاتًا ﴾|﹜ :
فالاستفهام فيها لتوجيه ذهنهم إلى قباحتهم ليروا بأنفسهم فينصفوا فيقرّوا.
و ﹛﴿ كَيْفَ ﴾|﹜ إشارة إلى الاستدلال على عدم الكفر (202)بإنكار الحال اللازم.
والخطاب في ﹛﴿ تَكْفُرُونَ ﴾|﹜ إيماءٌ كما مرّ إلى شدة الغضب. ولم يقل «لا تؤمنون»
Yükleniyor...