اَلْحَمْدُ للّٰهِ كَمْ للّٰهِ مِنْ فَلَكٍ تَجرِي النُّجُومُ بِهِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (18)


وآثرَ جمعَ العقلاء مثل: ﹛﴿ رَاَيْتُهُمْ ل۪ي سَاجِد۪ينَ ﴾|﹜ (يوسف:٤) إشارةً إلى أنّ نظرَ البلاغة يصوّر كلَّ جزء من أجزاء العالم بصورةِ حيّ عاقلٍ متكلِّمٍ بلسان الحال. إذ العالَم اسمُ ما يُعلَمُ به الصانعُ (19)يشهدُ عليه ويشير إليه. فالتربيةُ والإعلامُ يُومِيان -كالسجود- إلى أنها كالعقلاء.

﹛﴿ اَلرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜

وجهُ النظم أنهما إشارتان إلى أساسَي التربية؛ إذ ﹛﴿ اَلرَّحْمٰنِ ﴾|﹜ لكونه بمعنى الرزاق يلائم جلبَ المنافع؛ و ﹛﴿ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ لكونه بمعنى الغفار يناسب دفعَ المضار وهما الأساسان للتربية.

﹛﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدّ۪ينِ ﴾|﹜ أي يوم الحشر والجزاء.

وجه النظم أنه كالنتيجة لسابقه؛ إذ الرحمةُ من أدلة القيامة والسعادة الأبدية؛ لأن الرحمةَ إنما تكون رحمةً، والنعمةَ نعمةً إذا جاءت القيامةُ وحصلت السعادةُ الأبدية. وإلّا فالعقلُ الذي هو من أعظم النِعَم يكون مصيبةً على الإنسان، والمحبةُ والشفقة اللتان هما من ألطفِ أنواع الرحمة تتحولان ألَماً شديداً بملاحظة الفراق الأبدي.

⦁ إن قلت: إنَّ الله تعالى مالكٌ لكل شيء دائماً فما وجهُ الاختصاص؟ (20)

قلت: للإشارة إلى أن الأسباب الظاهرية التي وضَعَها الله تعالى في عالم الكون والفساد لإظهار عظمته (أي لئلا يُرى في ظاهر نظر العقل مباشرةُ يد القدرة بالأمور الخسيسة في جهة مُلْك الأشياء) ترتفع في ذلك اليوم وتتجلّى ملكوتيةُ كلِّ شيء صافيةً شفّافةً، بحيث يَرى ويَعرف كلُّ شيء سيِّدَه وصانِعَه بلا واسطة. وفي التعبير بلفظ «اليوم» إشارة إلى أمارة حدسية من أمارات الحشر بناءً على التناسب البيّن بين اليوم والسنة، وعُمر البشر ودوران الدنيا. كالكائن بين أميال الساعة العادّة للثواني والدقائق والساعات والأيام. فكما أن مَن يرى


Yükleniyor...