الراشدين». ومن أظهر مسائل هذه المسألة قوله تعالى: ﹛﴿ الٓمٓ ❀ ذٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ف۪يهِ هُدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ على ما سمعت سابقاً.

وأيضاً من أسباب علوّ الكلام أن يكون كشجرةِ النَّسَب يتسلسل متناسلاً إلى المقاصد التي تتدلى على المقام والغرض.. وأيضاً من أسباب رفعةِ طبقة الكلام أن يكون مستعداً لاستنباط كثير من الفروع والوجوه كقصة موسى على نبينا وعليه السلام.

المسألة العاشرة

اعلم أن سلاسة الكلام المنتجة لِلَطافته وحُلْوه هو أن تكون المعاني والحسياتُ المندمجة فيه ممتزجةً تتحدُ أو مختلفةً تنتظم؛ لئلا تتشربَ الجوانبُ قوّةَ الإفادة والغرض، بل يجذبَ المركزُ القوّةَ من الأطراف.. وأيضاً من السلاسة أن يتعيّن المقصد.. وأيضاً منه أن يتظاهر ملتقى الأغراض.

المسألة الحادية عشرة

اعلم أن سلامة الكلام التي هي سببُ صحته وقوّته هي أن يكون الكلام بحيث يشير إلى المبادئ والدلائل، ويرمز إلى اللوازم والتوابع، وبقيود الموضوع والمحمول وكيفياتهما يومئ إلى ردِّ الأوهام ودفع الشبهات؛ كأنّ كلَّ قيدٍ جوابٌ لسؤال مقدّر.

وإن شئت مثالاً فعليك بفاتحة الكتاب.

المسألة الثانية عشرة

اعلم أن الأساليب على ثلاثة أنواع:

أحدها: الأسلوب المجرّد، الذي لونه واحد، وخاصّته الاختصارُ والسليقية والسلامة والاستقامة. فهو أملس سويٌّ، ومحل استعماله المعاملاتُ والمحاورات والعلوم الآلية. وإن شئت مثالاً سلساً منه فعليك بكتب السيّد الجرجاني. (119)

والثاني: الأسلوب المزيَّن، وخاصتُه التزيين والتنوير، وتهييج القلب بالتشويق أو


Yükleniyor...