قيل لك: وما تراه من الضرر المتعدي والسمّ الساري إنما هو من طبيعتهم المتفسدة وفطرتِهم المتفسخة ووجدانِهم المتعفن نظيرَ سرايةِ المرض؛ وليس نتيجةَ حيلتهم وخداعهم باختيارهم إذ يريدون خداع الله والنبيّ وجماعة المؤمنين، والله عالمٌ بكل شيء والنبي عليه السلام يوحى اليه، وجماعة المؤمنين لا تستطيع الحيلةُ أن تتستر عنهم مدة مديدة فهم لا ينخدعون. فثبت أنهم لا يخدعون إلّا أنفسهم فقط.
وفي الثالثة: أعني جملة ﹛﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾|﹜ أي لا يحسون، هو أن في هذه الفذلكة تجهيلا أيَّ تجهيل لهم، لأنها تُشعر بأنهم إن كانوا عقلاء فهذا ليس من شأن العقل، وإن كانوا حيوانات يتحركون بمَيل نفسانيّ فشأنهم أن يحسوا ويشعروا بمثل هذا الضرر المحسوس. فثبت أنهم صاروا مثل جمادات لا اختيار لها.
وفي الرابعة: أعني جملة ﹛﴿ ف۪ي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌۙ ﴾|﹜ هو أنَّ سَوقها يفيد أنهم لمّا لَم يعملوا بمقتضى المحاكمة العقلية والشعورِ الحسيّ ظهر أن في روحهم مرضاً فلا أقلَّ من أن يعرفوا أنه مرضٌ ليجتنبوا عن القضايا ولا يحكموا عليها؛ إذ من شأن المرض تغييرُ الحقيقةِ وتشويهُ المزيّن وتحليةُ المُرِّ كما مر..
وفي لفظ ﹛﴿ ف۪ي ﴾|﹜ رمز إلى أن حسدَهم وحقدهم مرض في ملكوت القلب وهي اللطيفةُ التي مرّ ذكرها..
وفي عنوان «القلب» إشارة إلى أنه كما أن جسمَ القلب إذا مرض اختلَّ جميعُ أفعال البدن؛ كذلك إذا مرض معنى القلب بالخداع والنفاق انحرف كلُّ أفعالِ الروح عن منهج الاستقامة إذ هو منبع الحياة ومَاكِنَتُها..
وفي تقديم ﹛﴿ ف۪ي قُلُوبِهِمْ ﴾|﹜ على ﹛﴿ مَرَضٌ ﴾|﹜ إيماءٌ إلى الحصر بجهتين، ومن الإيماء إشارةٌ بطريق التعريض إلى أن الإيمان نور، شأنه أن يعطي لجميع أفعال الإنسان وآثاره صحةً واستقامةً.. وأيضاً في إيماء الحصر رمز إلى أن الفساد في الأساس فلا يجدي تعميرُ الفروعات.
وفي لفظ «المرض» رمز إلى قطع عذرهم وإلقامهم الحجر بأنّ الفطرةَ مهيأةٌ للحقيقة. وما الفساد والخراب إلّا مرض عارض..
وفي الثالثة: أعني جملة ﹛﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾|﹜ أي لا يحسون، هو أن في هذه الفذلكة تجهيلا أيَّ تجهيل لهم، لأنها تُشعر بأنهم إن كانوا عقلاء فهذا ليس من شأن العقل، وإن كانوا حيوانات يتحركون بمَيل نفسانيّ فشأنهم أن يحسوا ويشعروا بمثل هذا الضرر المحسوس. فثبت أنهم صاروا مثل جمادات لا اختيار لها.
وفي الرابعة: أعني جملة ﹛﴿ ف۪ي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌۙ ﴾|﹜ هو أنَّ سَوقها يفيد أنهم لمّا لَم يعملوا بمقتضى المحاكمة العقلية والشعورِ الحسيّ ظهر أن في روحهم مرضاً فلا أقلَّ من أن يعرفوا أنه مرضٌ ليجتنبوا عن القضايا ولا يحكموا عليها؛ إذ من شأن المرض تغييرُ الحقيقةِ وتشويهُ المزيّن وتحليةُ المُرِّ كما مر..
وفي لفظ ﹛﴿ ف۪ي ﴾|﹜ رمز إلى أن حسدَهم وحقدهم مرض في ملكوت القلب وهي اللطيفةُ التي مرّ ذكرها..
وفي عنوان «القلب» إشارة إلى أنه كما أن جسمَ القلب إذا مرض اختلَّ جميعُ أفعال البدن؛ كذلك إذا مرض معنى القلب بالخداع والنفاق انحرف كلُّ أفعالِ الروح عن منهج الاستقامة إذ هو منبع الحياة ومَاكِنَتُها..
وفي تقديم ﹛﴿ ف۪ي قُلُوبِهِمْ ﴾|﹜ على ﹛﴿ مَرَضٌ ﴾|﹜ إيماءٌ إلى الحصر بجهتين، ومن الإيماء إشارةٌ بطريق التعريض إلى أن الإيمان نور، شأنه أن يعطي لجميع أفعال الإنسان وآثاره صحةً واستقامةً.. وأيضاً في إيماء الحصر رمز إلى أن الفساد في الأساس فلا يجدي تعميرُ الفروعات.
وفي لفظ «المرض» رمز إلى قطع عذرهم وإلقامهم الحجر بأنّ الفطرةَ مهيأةٌ للحقيقة. وما الفساد والخراب إلّا مرض عارض..
Yükleniyor...