المسألة الثالثة: ﹛﴿ ثُمَّ يُم۪يتُكُمْ ﴾|﹜ .
اعلم أن آيةَ ﹛﴿ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيٰوةَ ﴾|﹜ (الملك:٢) تدل على أن الموت ليس إعداماً وعدماً صِرفاً، بل تصرُّفٌ، وتبديلُ موضعٍ، وإطلاقٌ للروح من المحبس. (200)وكذا إنّ ما وجد في نوع البشر إلى الآن من أماراتٍ غير معدودة، ونَجَمَ مِن إشارات غير محدودة، ألقت إلى الأذهان قناعةً وحدساً بأن الإنسان بعد الموت يبقى بجهةٍ، وأن الباقيَ منه هو الروح. فوجودُ هذه الخاصة الذاتية في فردٍ يكون دليلاً على وجودها في تمام النوع للذاتية. ومن هنا تكون الموجبةُ الشخصية مستلزمةً للموجبة الكلية، فحينئذ يكون الموت معجزةَ القدرة كالحياة، لا أنه عدمٌ علتُه عَدَمُ شرائط الحياة.
⦁ فإن قلت: كيف يكون الموت نعمةً حتى نُظم في سلك النِعَم؟
قيل لك:
أما أوّلاً: فلأنه مقدمةٌ للسعادة الأبدية، ولمقدمة الشيء حُكمُ الشيء حُسناً وقبحاً؛ إذ ما يتوقف عليه الواجب واجبٌ، وما ينجرّ إلى الحرام حرام.
وثانياً: فلأن الموت عند أهل التحقيق من المتصوِّفين نجاةٌ للشخص بخروجه عن نظير المَحْبس المشحون بالحيوانات المضرّة إلى صحراءَ واسعةٍ.
وثالثاً: فلأنه باعتبار نوع البشر نعمة عظمى؛ إذ لولاها لوقع النوع في سفالات مدهشة.
ورابعاً: فلأنه باعتبار بعض الأشخاص نعمة مطلوبة؛ إذ بسبب العجز والضعف لا يتحمل تكاليفَ الحياة وضغطَ البليات وعدمَ شفقة العناصر. فالموت بابُ فوزِه.
المسألة الرابعة: في ﹛﴿ ثُمَّ يُحْي۪يكُمْ ﴾|﹜ .
اعلم أن بإشارة آيةِ ﹛﴿ اَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَاَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾|﹜ (غافر:١١) وكذا برمز تعقيب هذه ب ﹛﴿ ثُمَّ اِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾|﹜ مع النظر إلى إيجاز القرآن، إيماءً إلى حياة القبر كما تدل على حياة الحشر.
اعلم أن آيةَ ﹛﴿ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيٰوةَ ﴾|﹜ (الملك:٢) تدل على أن الموت ليس إعداماً وعدماً صِرفاً، بل تصرُّفٌ، وتبديلُ موضعٍ، وإطلاقٌ للروح من المحبس. (200)وكذا إنّ ما وجد في نوع البشر إلى الآن من أماراتٍ غير معدودة، ونَجَمَ مِن إشارات غير محدودة، ألقت إلى الأذهان قناعةً وحدساً بأن الإنسان بعد الموت يبقى بجهةٍ، وأن الباقيَ منه هو الروح. فوجودُ هذه الخاصة الذاتية في فردٍ يكون دليلاً على وجودها في تمام النوع للذاتية. ومن هنا تكون الموجبةُ الشخصية مستلزمةً للموجبة الكلية، فحينئذ يكون الموت معجزةَ القدرة كالحياة، لا أنه عدمٌ علتُه عَدَمُ شرائط الحياة.
⦁ فإن قلت: كيف يكون الموت نعمةً حتى نُظم في سلك النِعَم؟
قيل لك:
أما أوّلاً: فلأنه مقدمةٌ للسعادة الأبدية، ولمقدمة الشيء حُكمُ الشيء حُسناً وقبحاً؛ إذ ما يتوقف عليه الواجب واجبٌ، وما ينجرّ إلى الحرام حرام.
وثانياً: فلأن الموت عند أهل التحقيق من المتصوِّفين نجاةٌ للشخص بخروجه عن نظير المَحْبس المشحون بالحيوانات المضرّة إلى صحراءَ واسعةٍ.
وثالثاً: فلأنه باعتبار نوع البشر نعمة عظمى؛ إذ لولاها لوقع النوع في سفالات مدهشة.
ورابعاً: فلأنه باعتبار بعض الأشخاص نعمة مطلوبة؛ إذ بسبب العجز والضعف لا يتحمل تكاليفَ الحياة وضغطَ البليات وعدمَ شفقة العناصر. فالموت بابُ فوزِه.
المسألة الرابعة: في ﹛﴿ ثُمَّ يُحْي۪يكُمْ ﴾|﹜ .
اعلم أن بإشارة آيةِ ﹛﴿ اَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَاَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾|﹜ (غافر:١١) وكذا برمز تعقيب هذه ب ﹛﴿ ثُمَّ اِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾|﹜ مع النظر إلى إيجاز القرآن، إيماءً إلى حياة القبر كما تدل على حياة الحشر.
Yükleniyor...