ونذكر على وجه المثال ثلاثاً من الروابط الثنتي عشرة لتقيس عليها البواقي:
ف ﹛﴿ الٓمٓ ﴾|﹜ أي هذا يتحدّى كلَّ معارض، فهو أكملُ الكتب، فهو يقيني؛ إذ كمالُ الكتاب باليقين، فهو مجسَّم الهداية للبشر..
ثم ﹛﴿ ذٰلِكَ الْكِتَابُ ﴾|﹜ أي هو ازداد على أمثاله فهو معجز -أو- أي هو ممتاز ومستثنى؛ إذ لا شك فيه؛ إذ إنه يُري السبيل السويّ للمتقين..
ثم ﹛﴿ هُدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ أي يرشد إلى الطريق المستقيم، فهو يقيني، فهو ممتاز، فهو معجِز.. وعليك باستنباط البواقي.
أما ﹛﴿ هُدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ فاعلم أن منبع حُسن هذا الكلام من أربع نقط:
الأولى: حذفُ المبتدأ، إذ فيه إشارة إلى أن حُكمَ الاتحاد مسلَّمٌ. كأنَّ ذات المبتدأ في نفس الخبر. حتى كأنه لا تغايرَ بينهما في الذهن أيضاً.
والثانية: تبديل اسم الفاعل بالمصدر، إذ فيه رمز إلى أن نور الهداية تجسَّمَ فصار نفسَ جوهر القرآن؛ كما يتجسم لونُ الحُمرة فيصير قرْمِزاً. (16)
والثالثة: تنكير ﹛﴿ هُدًى ﴾|﹜ إذ فيه إيماءٌ إلى نهاية دقة هداية القرآن حتى لايُكْتنه كُنْهها، وإلى غاية وسعتها حتى لا يُحاط بها علماً. إذ المنكورية إما بالدقة والخفاء، وإما بالوسعة الفائتة عن الإحاطة. ومن هنا قد يكون التنكيرُ للتحقير وقد يكون للتعظيم.
والرابعة: الإيجاز في ﹛﴿ لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ بدل «الناس الذين يصيرون متقين به» أوجز بالمجاز الأوْل (17)إشارة إلى ثمرة الهداية وتأثيرها، ورمزاً إلى البرهان «الإِنِّيّ» (18)على وجود الهداية. فإن السامع في عصر يستدل بسابقه كما يستدل به لاحقُه.
⦁ إن قلت: كيف تتولد البلاغة الخارجة عن طوق البشر بسبب هذه النقط القليلة المعدودة؟
ف ﹛﴿ الٓمٓ ﴾|﹜ أي هذا يتحدّى كلَّ معارض، فهو أكملُ الكتب، فهو يقيني؛ إذ كمالُ الكتاب باليقين، فهو مجسَّم الهداية للبشر..
ثم ﹛﴿ ذٰلِكَ الْكِتَابُ ﴾|﹜ أي هو ازداد على أمثاله فهو معجز -أو- أي هو ممتاز ومستثنى؛ إذ لا شك فيه؛ إذ إنه يُري السبيل السويّ للمتقين..
ثم ﹛﴿ هُدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ أي يرشد إلى الطريق المستقيم، فهو يقيني، فهو ممتاز، فهو معجِز.. وعليك باستنباط البواقي.
أما ﹛﴿ هُدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ فاعلم أن منبع حُسن هذا الكلام من أربع نقط:
الأولى: حذفُ المبتدأ، إذ فيه إشارة إلى أن حُكمَ الاتحاد مسلَّمٌ. كأنَّ ذات المبتدأ في نفس الخبر. حتى كأنه لا تغايرَ بينهما في الذهن أيضاً.
والثانية: تبديل اسم الفاعل بالمصدر، إذ فيه رمز إلى أن نور الهداية تجسَّمَ فصار نفسَ جوهر القرآن؛ كما يتجسم لونُ الحُمرة فيصير قرْمِزاً. (16)
والثالثة: تنكير ﹛﴿ هُدًى ﴾|﹜ إذ فيه إيماءٌ إلى نهاية دقة هداية القرآن حتى لايُكْتنه كُنْهها، وإلى غاية وسعتها حتى لا يُحاط بها علماً. إذ المنكورية إما بالدقة والخفاء، وإما بالوسعة الفائتة عن الإحاطة. ومن هنا قد يكون التنكيرُ للتحقير وقد يكون للتعظيم.
والرابعة: الإيجاز في ﹛﴿ لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾|﹜ بدل «الناس الذين يصيرون متقين به» أوجز بالمجاز الأوْل (17)إشارة إلى ثمرة الهداية وتأثيرها، ورمزاً إلى البرهان «الإِنِّيّ» (18)على وجود الهداية. فإن السامع في عصر يستدل بسابقه كما يستدل به لاحقُه.
⦁ إن قلت: كيف تتولد البلاغة الخارجة عن طوق البشر بسبب هذه النقط القليلة المعدودة؟
Yükleniyor...