وأن إيثار ﹛﴿ جَاعِلٌ ﴾|﹜ على «خالق» إشارةٌ إلى أن مدار الشبهة والاستفسار الجعلُ (218)والتخصيص لعمارة الأرض لا الخلقُ والإيجاد، لأن الوجود خيرٌ محض والخلق فعلُه الذاتيّ لا يُسأل عنه.. وأن إيثار ﹛﴿ فِي ﴾|﹜ في ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ على «على» -مع أن البشر على الأرض- لا يخلو من الإيماء إلى أن البشر كالروح المنفوخ في جسد الأرض؛ فمتى خرج البشر خَرِبت الأرضُ وماتت.

وأن ﹛﴿ خَل۪يفَةً ﴾|﹜ إشارة إلى أنه قد وُجد قبل تهيُّؤِ الأرض لشرائطِ حياةِ الإنسان مخلوقٌ مُدْرِك ساعدت شرائطَ حياته الأدوارُ الأوّليةُ للأرض. وهذا هو الأوفق لقضية الحكمة. والمشهور أن ذلك المخلوق المُدْرِك كان نوعا من الجن، فأفسدوا فاستُخلفوا بالإنسان.

أما هيئات جملةِ: ﹛﴿ قَالُٓوا اَتَجْعَلُ ف۪يهَا مَنْ يُفْسِدُ ف۪يهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَٓاءَ ﴾|﹜ فاعلم أن استيناف ﹛﴿ قَالُٓوا ﴾|﹜ إشارة إلى أن توجيه خطابه تعالى إلى الملائكة يلجئ السامع إلى السؤال ب«كيف يتلقّون جيرانهم بيتَ بيتَ وأَيَرضون بهم قُرَناءَ وما رأيهم فيهم؟» فقال: ﹛﴿ قَالُٓوا ﴾|﹜ .

وأن وجه كونه جزاء ل ﹛﴿ اِذْ ﴾|﹜ هو أن حكم الله تعالى بجعل البشر خليفة في الأرض -التي وكّل عليها الملائكة- مع أنه لا مشير له تعالى ولا وزير يستلزم إظهار كيفية تلقيهم لهم.

وأن صورة القول إشارة إلى أسلوب المقاولة على صورة المشاورة لتعليم الناس مع تنزهه تعالى عنها.

وأن استفهام ﹛﴿ اَتَجْعَلُ ﴾|﹜ فَلِتحقق الجعل بإخباره تعالى تمتنع حقيقتُه فيتولد منه التعجب الناشئ عن خفاء السبب، فيتولد منه الاستفسار، أي ما حكمةُ الجعل؟ فاستُفهم عن المسبَّب بدلاً عن السبب وليس للإنكار، لعصمتهم. (219)

وأن الجعل رمز إلى أن شؤون البشر ونِسَبَه الاعتبارية ووضعياتِه ليست من لوازم الطبيعة، ولا من ضروريات الفطرة بل كلٌّ منها بجعل الجاعل.

وأن ﹛﴿ ف۪يهَا ﴾|﹜ مع ﹛﴿ ف۪يهَا ﴾|﹜ مع قصر المسافة فللتنصيص والإيماء إلى معنَى: ما


Yükleniyor...