بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

(1) هذا التحقيق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه.

وبعد؛ ففي أيام قاحلة وشهور عجاف أكرمني الله العلي القدير بقراءة هذا التفسير الجليل قراءة لا أرجو من ورائها سوى شرح للصدر، وتغذية للروح وتنضير للذهن.

كررت قراءته مرات ومرات، فأطفأ -بإذن الله- ظمأ القلب بعذبٍ برود.. ولكن..

ولكن لمستُ أنه بحاجة إلى تنسيق جديد وتحقيق سديد ليسهُل تناوله ولا يتعذر فهمُه لكل من يريد أن يستفيد.

وشاء القدر الإلهي أن يأتيني أخ كريم بنسخة مخطوطة منه وآخر بطبعته الأولى، وقد كنت أحتفظ بترجمته التركية وبطبعته الثانية والأخيرة.. فاستجمعت العناصر الأولى للتحقيق. فإيفاءً لشكره تعالى على ما أنعم عليّ وإعداداً لنسخة جيدة من هذا التفسير الجليل هممتُ أن أقوم بتحقيقه، ولكن..

ولكن قصوري، وقلة خبرتي، وضخامة الموضوع، وجلال المقام، وخشية الزلل.. كانت تكفني عن القيام بالتحقيق.. بيد أن النظر إلى ما عند الله، وفضله العميم، والثقة به، وحسن القصد إليه في خدمة كتابه العزيز.. كانت تدفعني إلى العمل.. فتخليت عن الإحجام، ولازمت الإقدام، متوكلاً على العلي العلام، وسرت بخطوات متئدة، كالآتي:


Yükleniyor...