ثم تحيروا وترددوا.. ثم لم يتحرَّوا الحق.. ثم لم يستطيعوا الرجوع فيعرفوا. وما أنسبَ هذا بحال من أوقدوا لهم ناراً أو مصباحاً.. ثم لم يحافظوا عليها.. ثم انطفأتْ.. ثم أُظلموا.. ثم لا يتراءى لهم شيءٌ حتى يكون كلُّ شيء معدوماً في حقهم! فلِسُكون الليل كأنهم صُمّ، ولتعامي الليل وانطفاء أنواره كأنهم عُميٌ، ولعدم وجود المخاطَب والمُغيث لا يستغيثون كأنهم بُكمٌ، ولعدم استطاعة الرجوع كأنهم أشباح جامدة لا أرواح لها.
ثم إن في المشبَّه به نُقَطاً أساسية تُناظر النقط الأساسية في المشبَّه. مثلاً: الظلمةُ تنظر إلى الكفر، والحيرةُ إلى التذبذب، والنار إلى الفتنة. وقس.
⦁ إن قلت: إنَّ في التمثيل نوراً، فأين نورُ المنافق حتى يتم تطبيق التمثيل؟
قيل لك: إن لم يكن في الشخص نور، ففي محيطه يمكن له الاستنارة.. وإن لَمْ، ففي قومه يمكن الاستضاءة.. وإن لم، ففي نوعه يمكن له الاستفادة.. وإن لم، ففي فطرته كان يمكن له الاستفاضة كما مر.. وإن لم تقنع، ففي لسانه بالنظر إلى نظر غيره أو بالنظر إلى نفسه لترتب المنافع الدنيوية.. وإن لم، فباعتبار البعض من الذين آمنوا ثم ارتدّوا.. وإن لم، فيجوز أن يكون النور إشارة إلى ما استفادوا كما أن النار إشارة إلى الفتنة.. وإن لم ترضَ بهذا أيضاً، فبتنزيل إمكان الهداية منزلةَ وجودها، كما أشار إليه ﹛﴿ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدٰى ﴾|﹜ فإنه هو الجار الْجُنُب (120)للتمثيل.
أما وجه النظم بين الجمل: فاعلم أن نظم جملةِ ﹛﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾|﹜ مناسبتُها للموقع.
نعم، حالُ هذا المستوقد على هذه الصورة تطابق مقتضى حالِ الصفِّ الأول من مخاطَبي القرآن، وهم ساكنو جزيرة العرب؛ إذ ما منهم إلّا وقد عرفَ هذه الحالة بالذات أو بالتسامع، ويحسّ (121)بدرجة تأثيرها ومُشَوَّشِيَّتِها؛ إذ بسبب ظُلم الشمسِ يلتجئون إلى ظُلمة الليل فيسيرون فيها. وكثيراً ما يُغمّى عليهم السماءُ فيصادفون حَزْنَ الطرق، وقد ينجر بهم الطريق إلى الورطة.. وأيضاً قد يجولون في معاطِف الكهوف المشحونة بالمؤذيات فيضلّون
ثم إن في المشبَّه به نُقَطاً أساسية تُناظر النقط الأساسية في المشبَّه. مثلاً: الظلمةُ تنظر إلى الكفر، والحيرةُ إلى التذبذب، والنار إلى الفتنة. وقس.
⦁ إن قلت: إنَّ في التمثيل نوراً، فأين نورُ المنافق حتى يتم تطبيق التمثيل؟
قيل لك: إن لم يكن في الشخص نور، ففي محيطه يمكن له الاستنارة.. وإن لَمْ، ففي قومه يمكن الاستضاءة.. وإن لم، ففي نوعه يمكن له الاستفادة.. وإن لم، ففي فطرته كان يمكن له الاستفاضة كما مر.. وإن لم تقنع، ففي لسانه بالنظر إلى نظر غيره أو بالنظر إلى نفسه لترتب المنافع الدنيوية.. وإن لم، فباعتبار البعض من الذين آمنوا ثم ارتدّوا.. وإن لم، فيجوز أن يكون النور إشارة إلى ما استفادوا كما أن النار إشارة إلى الفتنة.. وإن لم ترضَ بهذا أيضاً، فبتنزيل إمكان الهداية منزلةَ وجودها، كما أشار إليه ﹛﴿ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدٰى ﴾|﹜ فإنه هو الجار الْجُنُب (120)للتمثيل.
أما وجه النظم بين الجمل: فاعلم أن نظم جملةِ ﹛﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾|﹜ مناسبتُها للموقع.
نعم، حالُ هذا المستوقد على هذه الصورة تطابق مقتضى حالِ الصفِّ الأول من مخاطَبي القرآن، وهم ساكنو جزيرة العرب؛ إذ ما منهم إلّا وقد عرفَ هذه الحالة بالذات أو بالتسامع، ويحسّ (121)بدرجة تأثيرها ومُشَوَّشِيَّتِها؛ إذ بسبب ظُلم الشمسِ يلتجئون إلى ظُلمة الليل فيسيرون فيها. وكثيراً ما يُغمّى عليهم السماءُ فيصادفون حَزْنَ الطرق، وقد ينجر بهم الطريق إلى الورطة.. وأيضاً قد يجولون في معاطِف الكهوف المشحونة بالمؤذيات فيضلّون
Yükleniyor...