أما ﴿ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾ الماضي بالنظر إلى ﴿ لَمْ ﴾ والمستقبلُ بالقياس إلى ﴿ اِنْ ﴾ فلتوجيه الذهن إلى ماضيهم كأنه يقول لهم:«انظروا إلى خطبكم المزيّنة ومعلقاتكم المذهّبة أتساويه أو تدانيه أو تقع قريبا منه؟».
وإيثار ﴿ تَفْعَلُوا ﴾ على «تأتوا» لنكتتين:
إحداهما: الإيماءُ إلى أن منشأ الإعجاز عجزُهم ومنشأ العجز الفعل لا الأثر.
والثانية: الإيجاز، إذ «فَعَل» كما أنه في الصَّرف ميزانُ الأفعال وجنسُها؛ كذلك في الأساليب مصدر الأعمال وملخص القصص كأنه ضمير الجمل كناية عنها.
أما: ﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ فاعلم أن التأكيد والتأبيد في ﴿ لَنْ ﴾ إيماءٌ إلى القطعية، وهي إشارة إلى أن القائل مطمئن جدّي لا ريب له في الحُكم. وهذا رمز إلى أنْ لا حيلةَ.
أما ﴿ فَاتَّقُوا ﴾ بدلَ «تجنبوا» فللإيماء إلى ما نابَ عنه الجزاءُ مِن «آمِنوا واتقوا الشركَ الذي هو سبب دخول النار».
أما تعريف ﴿ النَّارَ ﴾ فللعهد، أي النارَ التي عُهِدَت واستقرّت في أذهان البشر بالتسامع عن الأنبياء من آدم إلى الآن.
وأما توصيفُها ب ﴿ الَّت۪ي ﴾ الموصولةِ مع أن من شأنها أن تكون معلومةً أوّلاً؛ فلأجل نزولِ ﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ (التحريم:٦) قبل هذه الآية، فالمخاطبون قد سمعوا تلك، فالموصولية في موقعها.
Yükleniyor...