تلخيصه: «إنْ كنتم صادقين تفعلوا المعارضة وتأتوا بسورةٍ، لكن ما تفعلون ولن تفعلوا»، فأنتج: «فلم تكونوا صادقين، فكان خصمُكم وهو النبيّ عليه السلام صادقاً، فالقرآن معجِز، فوجبَ عليكم الإيمان به لتتّقوا من العذاب». أُنظر كيف أوجزَ التنزيل فأعجزَ. ثم إنه ذكرَ موضعَ استثناءِ نقيضِ التالي وهو «لكن ما تفعلون» لفظَ ﹛﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ مشيراً بتشكيك ﹛﴿ اِنْ ﴾|﹜ إلى مجاراة ظنّهم، وبالشرطية إلى استلزام نقيضِ التالي لنقيضِ المقدَّم. ثم ذكر موضعَ النتيجة وهي نقيضُ المقدَّم أعني: «فلم تكونوا صادقين» علة لازمِ لازمِ لازمِها وهي قوله: ﹛﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾|﹜ لتهويل الترهيب والتهديد. (172)
أما ﹛﴿ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ الماضي بالنظر إلى ﹛﴿ لَمْ ﴾|﹜ والمستقبلُ بالقياس إلى ﹛﴿ اِنْ ﴾|﹜ فلتوجيه الذهن إلى ماضيهم كأنه يقول لهم:«انظروا إلى خطبكم المزيّنة ومعلقاتكم المذهّبة أتساويه أو تدانيه أو تقع قريبا منه؟».
وإيثار ﹛﴿ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ على «تأتوا» لنكتتين:
إحداهما: الإيماءُ إلى أن منشأ الإعجاز عجزُهم ومنشأ العجز الفعل لا الأثر.
والثانية: الإيجاز، إذ «فَعَل» كما أنه في الصَّرف ميزانُ الأفعال وجنسُها؛ كذلك في الأساليب مصدر الأعمال وملخص القصص كأنه ضمير الجمل كناية عنها.
أما: ﹛﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ فاعلم أن التأكيد والتأبيد في ﹛﴿ لَنْ ﴾|﹜ إيماءٌ إلى القطعية، وهي إشارة إلى أن القائل مطمئن جدّي لا ريب له في الحُكم. وهذا رمز إلى أنْ لا حيلةَ.
أما ﹛﴿ فَاتَّقُوا ﴾|﹜ بدلَ «تجنبوا» فللإيماء إلى ما نابَ عنه الجزاءُ مِن «آمِنوا واتقوا الشركَ الذي هو سبب دخول النار».
أما تعريف ﹛﴿ النَّارَ ﴾|﹜ فللعهد، أي النارَ التي عُهِدَت واستقرّت في أذهان البشر بالتسامع عن الأنبياء من آدم إلى الآن.
وأما توصيفُها ب ﹛﴿ الَّت۪ي ﴾|﹜ الموصولةِ مع أن من شأنها أن تكون معلومةً أوّلاً؛ فلأجل نزولِ ﹛﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾|﹜ (التحريم:٦) قبل هذه الآية، فالمخاطبون قد سمعوا تلك، فالموصولية في موقعها.
أما ﹛﴿ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ الماضي بالنظر إلى ﹛﴿ لَمْ ﴾|﹜ والمستقبلُ بالقياس إلى ﹛﴿ اِنْ ﴾|﹜ فلتوجيه الذهن إلى ماضيهم كأنه يقول لهم:«انظروا إلى خطبكم المزيّنة ومعلقاتكم المذهّبة أتساويه أو تدانيه أو تقع قريبا منه؟».
وإيثار ﹛﴿ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ على «تأتوا» لنكتتين:
إحداهما: الإيماءُ إلى أن منشأ الإعجاز عجزُهم ومنشأ العجز الفعل لا الأثر.
والثانية: الإيجاز، إذ «فَعَل» كما أنه في الصَّرف ميزانُ الأفعال وجنسُها؛ كذلك في الأساليب مصدر الأعمال وملخص القصص كأنه ضمير الجمل كناية عنها.
أما: ﹛﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ فاعلم أن التأكيد والتأبيد في ﹛﴿ لَنْ ﴾|﹜ إيماءٌ إلى القطعية، وهي إشارة إلى أن القائل مطمئن جدّي لا ريب له في الحُكم. وهذا رمز إلى أنْ لا حيلةَ.
أما ﹛﴿ فَاتَّقُوا ﴾|﹜ بدلَ «تجنبوا» فللإيماء إلى ما نابَ عنه الجزاءُ مِن «آمِنوا واتقوا الشركَ الذي هو سبب دخول النار».
أما تعريف ﹛﴿ النَّارَ ﴾|﹜ فللعهد، أي النارَ التي عُهِدَت واستقرّت في أذهان البشر بالتسامع عن الأنبياء من آدم إلى الآن.
وأما توصيفُها ب ﹛﴿ الَّت۪ي ﴾|﹜ الموصولةِ مع أن من شأنها أن تكون معلومةً أوّلاً؛ فلأجل نزولِ ﹛﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾|﹜ (التحريم:٦) قبل هذه الآية، فالمخاطبون قد سمعوا تلك، فالموصولية في موقعها.
Yükleniyor...