«والفضل ما شهدت به الأعداء»: (159)
فهذا «قارلائيل»(∗) فيلسوف أمريكا نقل عن الأديب الشهير الألماني وهو «كوته»(∗) إذ قال بعد ما أمعن النظر في حقائق القرآن: «عجباً، أيمكن تكمّل العالم المدني في دائرة الإسلامية؟» فأجاب بنفسه: «نعم، بل المحققون الآن مستفيدون -بجهةٍ- من تلك الدائرة.» ثم قال الناقل: لما طلعتْ حقائقُ القرآن صارت كالنار الجوّالة وابتلعت سائر الأديان، فحُقَّ له؛ إذ لا يحصل شيءٌ من سفسطيات النصارى وخرافات اليهود. فصدّق ذلك الفيلسوفُ مآلَ: ﴿ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪... فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ .
⦁ فإن قلت: إن القرآن وكذا مفسِّرَه -أعني الحديث- إنما أَخذ من كلِّ فنٍّ فذلكةً، وإحاطةُ فذلكاتٍ كثيرة ممكنةٌ لشخص.
قيل لك: إن الفذلكة بحُسن الإصابة في موقعها المناسب، واستعمالَها في أرض منبتةٍ مع أمور مرموزةٍ غيرِ مسموعة -قد أشرنا إليها في النكتة الثانية- تشفّ كالزجاجة عن مَلَكة تامة في ذلك الفن واطلاعٍ تام في ذلك العلم، فتكون الفذلكةُ في حُكم العلم ولا يمكن لشخص أمثالُ هذه.
اعلم أن نتيجة هذه المحاكمات هي أن تستحضر أوّلاً ما سيأتي من القواعد وهي:
أن شخصاً لا يتخصص في فنون كثيرة..
Yükleniyor...