وتاسعتها: أن يقال لا تتحجّجوا بأن ليس لنا شهداءُ وأنتم لا تشهدون لنا. ألَا فادعوا شهداءَكم والمتعصبين لكم فليراجعوا وجدانَهم هل يتجاسرون على تصديق دعواكم المعارَضة.
وإذا تفهمتَ هذه الطبقات فانظر إلى القرآن كيف أعجزَ بأنْ أوجز فأشار إلى هذه المراتب، فألقمَهم الحجرَ وأرخى لهم العِنانَ.
ثم اعلم أن عجز البشر عن معارضة أقصر سورة إنِيَّتُهُ بدهية. وأما لِمِيَّتُهُ فقيل هي: أن الله تعالى صرَف القوى عن المعارضة. والمذهب الأصح في اللِّمِيَّة ما عليه «عبد القاهر الجرجاني» و«الزمخشري» و«السكاكي» وهو: أنّ قدرة البشر لا تصل إلى درجة نظمِه العالي. ثم إن «السكاكي» اختار: أن الإعجاز ذوقيٌّ لا يعبّر عنه ولا يُشرح بل يُذاق ذوقاً. وأما صاحب دلائل الإعجاز فاختار أنه يمكن التعبير عنه. ونحن على مذهبه في هذا البيان.
وإيثار ﹛﴿ سُورَة ﴾|﹜ على نجم أو طائفةٍ أو نوبةٍ إشارة إلى إلزامهم في منشأ شبهتهم وهي: لولا أُنزل عليه دفعة واحدة؟ أي فهاتوا أنتم ولو بنوبةٍ فذّة. وأيضاً إيماء إلى تضمّن تسوير التنزيل سورةً سورةً لفوائد جمّة بيّنها «الزمخشري»، وإلى تضمّن هذا الأسلوب الغريب للطائف.
ولفظ ﹛﴿ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾|﹜ فيه معنيان أي بمثل المنزَل، أو من مثل المنزَل عليه.
اعلم أن حق العبارة على الأول «مثل سورة منه» لكن عُدِل إلى ﹛﴿ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾|﹜ للإيماء إلى ملاحظة الاحتمال الثاني، أي إنما تكون معارضتكم مبطلةً لدعواه لو جاءت من مثله في عدم التعلّم.. وكذا إشارة إلى أن المعارضة إنما تُبطل الإعجازَ لو كان المعارَض به من مجموع مثل.. وكذا رمزٌ إلى توجيه الأذهان إلى أمثال القرآن في النزول من الكتب السماوية ليوازِن ذهنُ السامع بينها فيتفطّنَ لِعلُوّه.
وأن جملة : ﹛﴿ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ ﴾|﹜
إيثارُ ﹛﴿ ادْعُوا ﴾|﹜ فيها على «استعينوا» أو «استمدوا» إيماء إلى أن من يلبّيهم ويذُبّ عنهم لا يفقدهُم بل حاضرٌ لا يحتاجون إلّا إلى ندائه.
وإذا تفهمتَ هذه الطبقات فانظر إلى القرآن كيف أعجزَ بأنْ أوجز فأشار إلى هذه المراتب، فألقمَهم الحجرَ وأرخى لهم العِنانَ.
ثم اعلم أن عجز البشر عن معارضة أقصر سورة إنِيَّتُهُ بدهية. وأما لِمِيَّتُهُ فقيل هي: أن الله تعالى صرَف القوى عن المعارضة. والمذهب الأصح في اللِّمِيَّة ما عليه «عبد القاهر الجرجاني» و«الزمخشري» و«السكاكي» وهو: أنّ قدرة البشر لا تصل إلى درجة نظمِه العالي. ثم إن «السكاكي» اختار: أن الإعجاز ذوقيٌّ لا يعبّر عنه ولا يُشرح بل يُذاق ذوقاً. وأما صاحب دلائل الإعجاز فاختار أنه يمكن التعبير عنه. ونحن على مذهبه في هذا البيان.
وإيثار ﹛﴿ سُورَة ﴾|﹜ على نجم أو طائفةٍ أو نوبةٍ إشارة إلى إلزامهم في منشأ شبهتهم وهي: لولا أُنزل عليه دفعة واحدة؟ أي فهاتوا أنتم ولو بنوبةٍ فذّة. وأيضاً إيماء إلى تضمّن تسوير التنزيل سورةً سورةً لفوائد جمّة بيّنها «الزمخشري»، وإلى تضمّن هذا الأسلوب الغريب للطائف.
ولفظ ﹛﴿ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾|﹜ فيه معنيان أي بمثل المنزَل، أو من مثل المنزَل عليه.
اعلم أن حق العبارة على الأول «مثل سورة منه» لكن عُدِل إلى ﹛﴿ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾|﹜ للإيماء إلى ملاحظة الاحتمال الثاني، أي إنما تكون معارضتكم مبطلةً لدعواه لو جاءت من مثله في عدم التعلّم.. وكذا إشارة إلى أن المعارضة إنما تُبطل الإعجازَ لو كان المعارَض به من مجموع مثل.. وكذا رمزٌ إلى توجيه الأذهان إلى أمثال القرآن في النزول من الكتب السماوية ليوازِن ذهنُ السامع بينها فيتفطّنَ لِعلُوّه.
وأن جملة : ﹛﴿ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ ﴾|﹜
إيثارُ ﹛﴿ ادْعُوا ﴾|﹜ فيها على «استعينوا» أو «استمدوا» إيماء إلى أن من يلبّيهم ويذُبّ عنهم لا يفقدهُم بل حاضرٌ لا يحتاجون إلّا إلى ندائه.
Yükleniyor...