أما نظم هيئاتِ جملةٍ جملةٍ؛ ففي الجملة الأولى الاستيناف، وتعريف الجزئين، وتعريف الخبر، ولامُ ﹛﴿ لَكُمْ ﴾|﹜ ، وتقديم ﹛﴿ لَكُمْ ﴾|﹜ ، ولفظ ﹛﴿ فِي ﴾|﹜ ، ولفظ ﹛﴿ جَم۪يعًا ﴾|﹜ ؛

أما الاستيناف فإشارة إلى أسئلة مقدّرة وأجوبة قد نبهتُ عليها في الأوجه الخمسة لنظم الجملة الأولى..

وأما تعريف الجزئين (211)فإشارة إلى التوحيد والحصر الذي هو دليل على الحصر في تقديم ﹛﴿ اِلَيْهِ ﴾|﹜ في ﹛﴿ ثُمَّ اِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾|﹜.

وأما تعريف الخبر فإشارة إلى ظهور الحكم. (212)

وأما لام النفع في ﹛﴿ لَكُمْ ﴾|﹜ فإشارة إلى أن الأصل في الأشياء الإباحة، وإنما تَعرِضُ الحرمةُ للعصمة؛ كمالِ الغير. أو للحرمة؛ كلحم الآدميّ. أو للضرر؛ كالسم. أو للاستقذار؛ كبلغم الغير. أو للنجاسة؛ كالميتة.. وكذا رمز إلى وجود النفع في كل شيء، وأن للبشر -ولو بجهة من الجهات- استفادةً ولو بنوع من الأنواع ولو في أحقر الأشياء ولا أقل من نظر العبرة، وكذا إيماء إلى أنه كَم من خزائنَ للرحمة مكنوزةٍ في جوف الأرض تنتظر أبناء المستقبل.

وأما تقديم ﹛﴿ لَكُمْ ﴾|﹜ فإشارة إلى أن جهة استفادة البشر أقدم الغايات وأولاها وأولها.

وأما ﹛﴿ مَا ﴾|﹜ المفيدة للعموم فللحث على تحرِّي النفع في كل شيء..

وأما ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ بدلَ «على الأرض» مثلاً، فإشارة إلى وجود أكثر المنافع في بطن الأرض، وكذا تشجيع على تحرِّي ما في جوفها.. ويدل تدرج البشر في الاستفادة من معادن الأرض وموادها على أنه يمكن أن يكون في ضمنها مواد وعناصر تخفِّف عن كاهل أبناء الاستقبال ضغطَ تكاليف الحياة من الغذاء وغيره.

وأما ﹛﴿ جَم۪يعًا ﴾|﹜ فلردّ الأوهام في عبثية بعض الأشياء.

وأما ﹛﴿ ثُمَّ ﴾|﹜ في الجملة الثانية فإشارة إلى سلسلة من أفعاله تعالى وشؤونه بعد خلق الأرض إلى تنظيم السماء.. وكذا رمز إلى تراخي رتبة التنظيم في نفع البشر عن خلقة الأرض.. وكذا إيماء إلى تأخره عنها.

Yükleniyor...