النوع الثاني: الإخبارات الغيبية الكثيرة مِن فتح كنوز كسرى وقيصر، وغلبة الروم، وفتح مكة، وأمثالها. كأن روحَه المجرّد الطيّار مزّق قيد الزمان المعيّن والمكانِ المشخّص، فجال في جوانب المستقبل فقال لنا كما شاهَد.

النوع الثالث: الخوارق الحسيَّة التي أظهرها وقتَ التحدِّي والدعوى. كتكلم الحجر، وحركة الشجر وشق القمر، وخروج الماء... وقد قال الزمخشري: «بلغ هذا النوع إلى ألف». وأصنافٌ من هذا النوع متواترة بالمعنى حتى إنّ ﹛﴿ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾|﹜ لم يتصرف في معناه من أنكر القرآن أيضاً.

⦁ فإن قلت: مِثلُ انشقاق القمر لابد أن يشتهرَ في العالم ويُتعارف.

قيل لك: فلاختلافِ المطالع، ووجودِ السحاب، وعدم الترصد للسماء كما في هذا الزمان، ولكونه في وقت الغفلة، ولوجوده في الليل، ولكون الانشقاق آنيّاً.. لا يلزم أن يراه كلُّ الناس أو أكثرُهم. على أنه قد ثبت في الروايات أنه قد رآه كثيرٌ من القوافل الذين كان مَطلعهم ذلك المطلع.

ثم إن رئيس هذه المعجزات هو القرآن المبين المبرهَن إعجازُه بجهات سبع أُشير إليها في هذه الآية.

img alt="image" src="/assets/images/SekliGarib.png" /

هذا النقش الغريب في هذا المبحث العجيب وقع توافقاً حينما نسخته في دياربكر بدار جودت بك في تسعة عشر من شباط عصر ليلة الجمعة صادف سقوط بتليس واسارة المؤلف (بديع الزمان) تلك الليلة فكأن حصول هذا النقش على هذه الصحيفة في تلك الليلة إشارة -والله اعلم- الى اراقة دماء من في معية المؤلف من الطلبة واسارته في تلك الليلة في بتليس ا ه. (عبد المجيد).

وكذا يصور هذا النقش صورة حية لفت بالمؤلف ذنبها وهي مقطوعة الرأس وما هي الّا الروس قطع الله رأسهم.. وكذا يصور جدول الماء الذي سقط المؤلف فيه مجروحاً ومحصوراً وبقي فيه ثلاثين ساعة منتظراً للموت في كل دقيقة. ا ه. (حمزة).


Yükleniyor...