قبلُ.. ثم إذا كان ذلك الشخصُ متمردا ومُتَنَمِّراً (97)ومصرّاً في نشر مذهبه، وترويجِ مسلكه، وتزييفِ ناصحه وتعريضِ أهل الحق بهذه الدرجة، ظهر أنه لا يجدي له دواءٌ، ولم يبقَ إلا آخرُ الدواء، أعني المعالجةَ لعدم السراية. وما هذه المعالجة إلّا تنبيهُ الناس وإعلامُهم بأنه مفسدٌ لا صلاحَ فيه؛ إذ لا يستعمِل عقلَه ولا يستخدم شعورَه حتى يحس بهذا الشيء الظاهر المحسوس.
فإذا تفهّمتَ الحلقات المُسرَّدة في هذا المثال تفطنتَ ما بين الجمل المنصوصة والمرموزة إليها بالقيود، في ﹛﴿ وَاِذَا ق۪يلَ لَهُمْ ﴾|﹜ إلى آخره. فإن فيما بينها نظماً فطرياً بإيجاز يحمرّ (98)من تحته الإعجاز.
وأما نظم هيئات كل جملةٍ جملةٍ:
فاعلم أن جملة ﹛﴿ وَاِذَا ق۪يلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜...
القطعيةُ في ﹛﴿ اِذَا ﴾|﹜ إشارةٌ إلى لزوم النهي عن المنكر ووجوبه..
وبناء المفعول في ﹛﴿ ق۪يلَ ﴾|﹜ رمز إلى أن النهي فرضُ كفاية على العموم..
وفي لام ﹛﴿ لَهُمْ ﴾|﹜ إيماء إلى أن النهي لابد أن يكون على وجه النصيحة دون التحكم، والنصيحة على وجه اللطف دون التقريع..
و ﹛﴿ لَا تُفْسِدُوا ﴾|﹜ فذلكةٌ وخلاصة لصورة قياس استثنائي (99)أي لا تفعلوا هكذا، وإلّا نشأ منه الهَرْج والمَرْج، فينقطع خيطُ الإطاعة، فيتشوش نظام العدالة، فتنحلّ رابطة الاتفاق، فيتولد منه الفسادُ، فلا تفعلوا لئلا تفسدوا..
ولفظ ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ تأييدٌ وتأكيد للنهي وإدامةٌ للزجر، إذ نهيُ الناصح موقتٌ لابد من إدامته في ذهن المنصوح بتوكيل وجدانه ليزجرَه دائما من تحته. وهو إما بتحريك عِرق الشفقة الجنسية، وإما بتهييج عرق التنفُّر من نفرة العموم.. و ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ هو الذي يوقظ العِرقَين وينعشهما؛ إذ لفظ ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ يناجيهم بأن فسادكم هذا يسري إلى نوع البشر فأيُّ حقدٍ وغيظ لكم على جميع الناس الذين فيهم المعصومون والفقراء والذين لا تعرفونهم، أفلا
فإذا تفهّمتَ الحلقات المُسرَّدة في هذا المثال تفطنتَ ما بين الجمل المنصوصة والمرموزة إليها بالقيود، في ﹛﴿ وَاِذَا ق۪يلَ لَهُمْ ﴾|﹜ إلى آخره. فإن فيما بينها نظماً فطرياً بإيجاز يحمرّ (98)من تحته الإعجاز.
وأما نظم هيئات كل جملةٍ جملةٍ:
فاعلم أن جملة ﹛﴿ وَاِذَا ق۪يلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜...
القطعيةُ في ﹛﴿ اِذَا ﴾|﹜ إشارةٌ إلى لزوم النهي عن المنكر ووجوبه..
وبناء المفعول في ﹛﴿ ق۪يلَ ﴾|﹜ رمز إلى أن النهي فرضُ كفاية على العموم..
وفي لام ﹛﴿ لَهُمْ ﴾|﹜ إيماء إلى أن النهي لابد أن يكون على وجه النصيحة دون التحكم، والنصيحة على وجه اللطف دون التقريع..
و ﹛﴿ لَا تُفْسِدُوا ﴾|﹜ فذلكةٌ وخلاصة لصورة قياس استثنائي (99)أي لا تفعلوا هكذا، وإلّا نشأ منه الهَرْج والمَرْج، فينقطع خيطُ الإطاعة، فيتشوش نظام العدالة، فتنحلّ رابطة الاتفاق، فيتولد منه الفسادُ، فلا تفعلوا لئلا تفسدوا..
ولفظ ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ تأييدٌ وتأكيد للنهي وإدامةٌ للزجر، إذ نهيُ الناصح موقتٌ لابد من إدامته في ذهن المنصوح بتوكيل وجدانه ليزجرَه دائما من تحته. وهو إما بتحريك عِرق الشفقة الجنسية، وإما بتهييج عرق التنفُّر من نفرة العموم.. و ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ هو الذي يوقظ العِرقَين وينعشهما؛ إذ لفظ ﹛﴿ فِي الْاَرْضِ ﴾|﹜ يناجيهم بأن فسادكم هذا يسري إلى نوع البشر فأيُّ حقدٍ وغيظ لكم على جميع الناس الذين فيهم المعصومون والفقراء والذين لا تعرفونهم، أفلا
Yükleniyor...