ومن المعلوم أن نهج رسائل النور هو: عدمُ ترك أثرٍ سيء مهما كان في ذهن القارئ، إذ تجيب أجوبةً قاطعة على الشبهات التي يثيرها أعداءُ الإسلام من دون أن تذكر الشبهةَ نفسها -بخلاف سائر العلماء- فتسدُّ بهذا دخول أية شبهة كانت في ذهن القارئ. فانتهج سعيد القديم في تفسيره هذا مسلك «رسائل النور»، فأولى اهتمامه بالجانب البلاغي لتلك الآيات وبيان ألفاظها وإشاراتها لئلا يكدّر الأذهان ويعكر صفوها.

النكتة الثانية: لما كانت قراءة كلِّ حرف من القرآن الكريم فيها عشرُ حسنات أو مائة حسنة أو ألفٌ من ثمرات الآخرة أو أُلوفٌ منها، فلا يُعدّ إذن إيضاح «سعيد القديم» لنكات دقيقة تخص كلمات القرآن الكريم إسرافاً في الكلام، إذ رغم دقةِ الأهداب وصغر بؤبؤ العين فإن لهما أهميةً عظمى؛ فلقد أحسّ «سعيد القديم» في النكات البلاغية مثل هذه الأهمية، لذا لم تثنه شراسةُ المعارك وهولُ الحرب في الجبهة الأمامية عن إملاء أدقّ النكات القرآنية على تلاميذه.

النكتة الثالثة: إنَّ الترجمة التركية لهذا التفسير لم توفِ بلاغته الفائقة حق الوفاء، بل جاءت مختصرةً في مواضع عدة. وسنلحق بها -بإذن الله- التفسير العربي رفعاً لهذا النقص ما لم يكن من مانع. فيرجى بذل المستطاع ليكون طبعُه مطابقاً للأصل محافظاً على توافقاته الرائعة التي لم تمسها إرادةُ إنسان، وذلك لئلا تضيع علامات قبوله.

§سعيد النورسي>

Yükleniyor...