وخطيبهم. فها دونكم منشوري! وهو كلامُ ذلك السلطان الأزلي تتلألأ عليه سكّةُ الإعجاز. والمجيبُ عن هذه الأسئلة الجوابَ الصوابَ ليس إلا القرآنَ، ذلك الكتاب..

كان (2)هذه الأربعةُ عناصرَه الأساسية.

فكما تتراءى هذه المقاصدُ الأربعة في كله، كذلك قد تتجلى في سورةٍ سورةٍ، بل قد يُلْمَح بها في كلامٍ كلامٍ، بل قد يُرْمَز إليها في كلمةٍ كلمةٍ؛ لأن كلَّ جزءٍ فجزءٍ كالمرآةِ لكلٍّ فكلٍّ متصاعداً، كما أن الكلَّ يتراءى في جزءٍ فجزءٍ متسلسلاً.

ولهذه النكتة -أعني اشتراك الجزءِ مع الكلِّ-يُعرَّفُ القرآنُ المشخَّصُ كالكلّي ذي الجزئيات؟.

⦁ إن قلت: أرني هذه المقاصدَ الأربعة في ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ ﴾|﹜ وفي ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾|﹜.

قلت: لما أُنزل ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ ﴾|﹜ لتعليم العباد كان «قُلْ» مقدَّراً فيه. وهو الأُمّ في تقدير الأقوال القرآنية. (3)فعلى هذا يكون في «قُلْ» إشارةٌ إلى الرسالة.. وفي ﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ ﴾|﹜ رمزٌ إلى الألوهية.. وفي تقديم الباء تلويحٌ إلى التوحيد.. (4)وفي ﹛﴿ اَلرَّحْمٰنِ ﴾|﹜ تلميحٌ إلى نظام العدالة والإحسان.. وفي ﹛﴿ الرَّح۪يمِ ﴾|﹜ إيماء إلى الحشر.

وكذلك في ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾|﹜ إشارةٌ إلى الألوهية.. وفي لام الاختصاص رمزٌ إلى التوحيد.. وفي ﹛﴿ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾|﹜ إيماءٌ إلى العدالة والنبوة أيضا؛ لأن بالرسل تربيةَ نوعِ البشر.. وفي ﹛﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدّ۪ينِ ﴾|﹜ تصريح بالحشر.

حتى إن صَدَفَ ﹛﴿ اِنَّٓا اَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾|﹜ (5)يتضمنُ هذه الجواهر. هذا مثالاً فانسج على منواله.

﹛﴿ بِسْمِ اللّٰهِ ﴾|﹜ كالشمس يضيء نَفْسَه كغيرِه، فاستغنى. حتى إن باءَه متعلقةٌ بالفعل المفهوم من معناها أي أستعين به، أو المفهوم عُرفاً، أي أتَيمّن به، أو بما يستلزمه «قل» المقدَّر من «اقرأ» المؤخّر للإخلاص والتوحيد. (6)

Yükleniyor...