الأول في الأغلب؛ (49)فذاك مصدرٌ وهذا حاصلٌ بالمصدر.. وهو صفة محسوسة قارَّة (50)كثمرة الأول.

وأما لفظ ﹛﴿ مِنْ ﴾|﹜ فيشير إلى أن الخلق والتوفيق في اهتدائهم -المكسوبِ لهم- من الله. (51)

وأما لفظ ال«رب» فيشير إلى أن الهداية من شأن الربوبية؛ فكما يربّيهم بالرزق يغذّيهم بالهداية.

﹛﴿ وَاُو۬لٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾|﹜

اعلم أن مظانّ تحري النُكت هي: عطفُ «الواو»، ثم تكرار ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ ، ثم «ضمير الفصل»، ثم الألف واللام، ثم إطلاق «مفلحون» وعدمُ تعيين وجه الفلاح.

أما العطف فمبنيٌّ على المناسبة؛ إذ كما أن ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ الأولَ إشارة إلى ثمرة الهداية من السعادة العاجلة؛ فهذا إشارةٌ إلى ثمرتها من السعادة الآجلة. ثم إنه مع أن كلاًّ منهما ثمرةٌ لكلِّ ما مرَّ، إلّا أن الأولى أنّ ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ الأول يرتبط عِرْقُه ب ﹛﴿ اَلَّذ۪ينَ ﴾|﹜ الأولِ، الظاهر أنهم المؤمنون من الأميين، ويأخذ قوتَه من أركان الإسلامية، وينظر إلى ما قبل ﹛﴿ وَبِالْاٰخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾|﹜. و ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ الثاني ينظر برمز خفي إلى ﹛﴿ اَلَّذ۪ينَ ﴾|﹜ الثاني، الظاهر أنهم مؤمنو أهل الكتاب. ويكون مأخذُه أركان الإيمان واليقين بالآخرة. فتأمل!

وأما تكرار ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ فإشارةٌ إلى استقلال كلٍّ من هاتين الثمرتين في العلّة الغائية للهداية والسببية لتميّزهم ومدحِهم، إلّا أن الأولى أن يكون ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ الثاني إشارةً إلى الأول مع حكمه كما تقول: ذلك عالمٌ وذلك مكرَّم.

وأما ضميرُ الفصل فمع أنه تأكيدُ الحصر الذي فيه تعريضٌ بأهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالنبيّ عليه السلام، فيه نكتةٌ لطيفة وهي: أن توسُّط ﹛﴿ هُم ﴾|﹜ بين المبتدأ والخبر من شأنه أن

Yükleniyor...