ثم إن من شروطِ أن تقع الصدقة موقعها اللائق: أن لا يُسرف المتصدق فيقعُد ملوماً.. وأن لا يأخذ من هذا ويعطيَ لذاك؛ بل من مال نفسه.. وأن لا يمنّ فيستكثر.. وأن لا يخاف من الفقر.. وأن لا يقتصر على المال، بل بالعلم والفكر والفعل أيضاً.. وأن لا يصرف الآخذُ في السفاهة، بل في النفقة والحاجة الضرورية.
فلإِحسان هذه النُكت، وإحساس هذه الشروط تصدَّق القرآنُ على الأفهام بإيثارِ ﹛﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾|﹜ على «يتصدقون» أو «يزكّون» وغيرهما؛ إذ أشار ب «من» التبعيض إلى ردِّ الإسراف.. وبتقديم ﹛﴿ مِمَّا ﴾|﹜ إلى كونه من مال نفسه.. وب ﹛﴿ رَزَقْنَا ﴾|﹜ إلى قطع المنّة. أي إن الله هو المعطي وأنت واسطة.. وبالإسناد إلى «نا» إلى: «لَاتَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إقْلَالاً».. (25) وبالإطلاق إلى تعميم التصدق للعلم والفكر وغيرهما. وبمادة ﹛﴿ يُنْفِقُونَ ﴾|﹜ إلى شرط صرف الآخذ في النفقة والحاجات الضرورية.
ثم إن في الحديث الصحيح: «الزَّكاةُ قَنْطَرَةُ الإسلام» (26)أي الزكاة جسر يغيث المسلمُ أخاه المسلمَ بالعبور عليها؛ إذ هي الواسطةُ للتعاون المأمور به، بل هي الصراط في نظام الهيئة الاجتماعية لنوع البشر، وهي الرابطةُ لجريان مادة الحياة بينهم، بل هي الترياقُ للسموم الواقعة في ترقيات البشر.
نعم، في «وجوب الزكاة» و«حُرمةِ الربا» حكمةٌ عظيمة، ومصلحة عالية، ورحمة واسعة؛ إذ لو أمعنتَ النظر في صحيفة العالم نظراً تاريخياً وتأملتَ في مساوي جمعية البشر لرأيت أُسَّ أساس جميع اختلالاتها وفسادها، ومنبعَ كلِّ الأخلاق الرذيلة في الهيئة الاجتماعية كلمتين فقط:
إحداهما: «إنْ شَبِعْتُ فلا عليَّ أن يموتَ غيرِي من الجُوعِ».
فلإِحسان هذه النُكت، وإحساس هذه الشروط تصدَّق القرآنُ على الأفهام بإيثارِ ﹛﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾|﹜ على «يتصدقون» أو «يزكّون» وغيرهما؛ إذ أشار ب «من» التبعيض إلى ردِّ الإسراف.. وبتقديم ﹛﴿ مِمَّا ﴾|﹜ إلى كونه من مال نفسه.. وب ﹛﴿ رَزَقْنَا ﴾|﹜ إلى قطع المنّة. أي إن الله هو المعطي وأنت واسطة.. وبالإسناد إلى «نا» إلى: «لَاتَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إقْلَالاً».. (25) وبالإطلاق إلى تعميم التصدق للعلم والفكر وغيرهما. وبمادة ﹛﴿ يُنْفِقُونَ ﴾|﹜ إلى شرط صرف الآخذ في النفقة والحاجات الضرورية.
ثم إن في الحديث الصحيح: «الزَّكاةُ قَنْطَرَةُ الإسلام» (26)أي الزكاة جسر يغيث المسلمُ أخاه المسلمَ بالعبور عليها؛ إذ هي الواسطةُ للتعاون المأمور به، بل هي الصراط في نظام الهيئة الاجتماعية لنوع البشر، وهي الرابطةُ لجريان مادة الحياة بينهم، بل هي الترياقُ للسموم الواقعة في ترقيات البشر.
نعم، في «وجوب الزكاة» و«حُرمةِ الربا» حكمةٌ عظيمة، ومصلحة عالية، ورحمة واسعة؛ إذ لو أمعنتَ النظر في صحيفة العالم نظراً تاريخياً وتأملتَ في مساوي جمعية البشر لرأيت أُسَّ أساس جميع اختلالاتها وفسادها، ومنبعَ كلِّ الأخلاق الرذيلة في الهيئة الاجتماعية كلمتين فقط:
إحداهما: «إنْ شَبِعْتُ فلا عليَّ أن يموتَ غيرِي من الجُوعِ».
Yükleniyor...