﴿ اُو۬لٰٓئِكَ عَلٰى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَاُو۬لٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٥ ﴾

﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ عَلٰى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾|﹜

اعلم أن المظان التي تتلمّع فيها النُّكَتُ: هي نظمُها مع سابقها، ثم المحسوسيةُ في ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ ، ثم البُعْدية فيها، ثم العلوّ في ﹛﴿ عَلٰى ﴾|﹜، ثم التنكير في ﹛﴿ هُدًى ﴾|﹜، ثم لفظ ﹛﴿ مِنْ ﴾|﹜، ثم التربية في ﹛﴿ رَبِّهِمْ ﴾|﹜ .

أما النظم، فاعلم أن هذه (46)مرتبطةٌ بسابقها بخطوطِ مناسبات. منها الاستيناف، أي (47)جوابٌ لثلاثة أسئلة مقدَّرة:

منها: السؤالُ عن المثال، كأن السامعَ بعدما سمِع أن القرآن من شأنه الهدايةُ لأشخاص من شأنهم -بسبب الهداية- الاتّصاف بأوصافٍ، أحبَّ أن يراهم وهم بالفعل تلبّسوا بتلك الأوصاف متكئين على أرائك الهداية. فأجاب مُريئاً للسامع بقوله:

﴿ اُو۬لٰٓئِكَ عَلٰى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾

ومنها: السؤال عن العلّة، كأن السائل يقول: ما بالُ هؤلاء استحقوا الهداية واختصّوا بها؟ فأجاب: بأن هؤلاء الذين امتزجت واجتمعت فيهم تلك الأوصافُ -إن تأملتَ- لجديرون بنور الهداية.

⦁ فإن قلت: التفصيلُ السابق أجلى للعلّة من الإجمال في ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ ؟

قيل لك: قد يكون الإجمال أوضحَ من التفصيل لاسيما إذا كان المطلوبُ متولداً من المجموع؛ إذ بسبب جزئيةِ ذهن السامع، والتدرّجِ في أجزاء التفصيل، وتداخلِ النسيان بينها، وتجلِّي العلّةِ من مزج الأجزاء قد لا يُتفَطّن لتولد العلّةِ. فالإجمال في ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ ﴾|﹜ لأجل الامتزاج أجلى للعلّية.

Yükleniyor...