الأول الأَوْلى: رضاء الله تعالى وتلطيفه وتجلّيه وقُربيته.
والثاني: السعادة الجسمانية وهي بالمسكن والمأكل والمنكَح ومتمّمُها ومكمّلُها جميعاً هو الدوام والخلود.
ثم إن أقسام الأول مستغنيةٌ عن التفصيل أو غيرُ قابلة. (177)
وأما أقسام الثاني: فالمسكن: ألطفُه ما يجري الماء بين نباتاته؛ ألا ترى أن مُلهِمَ الشعر ومُفيضَ العشق في القلوب إنما هو خشخشة (178)الماء وخريرُه، وكشكشة (179)الأنهار وصفيرُها تحت القصور وبين البساتين.
والمأكل: الرزق. ولأنه قوت يكون كمالُ لذّته فيما حصل به الألفة والأُنسية، ولأنه تفكّه يكون كمالُ لذتِه في التجدد من جهة؛ إذ بحُكم المألوفية يُعرَف درجةُ علوّ النعمة وتفوقُها على نظيرها. وكذا من مكمّلات اللذة أن يعرف أنه جزاء عمله.. ومنها أن يكون منبعُه ومخزنُه حاضراً نصبَ العين لتحصل لذةُ الاطمئنان.
وأما المنكَح: فاعلم أن من أشدّ حاجات الإنسان وجودَ قلبٍ مقابلاً لقلبه لمداولة المحبة ومبادلة العشق والمؤانسةِ والتشارك في اللذة، بل التعاونِ في أمثال الحيرة والتفكر. ألا ترى أن من رأى ما يتحيّر فيه أو يتفكر في أمر عجيب يدعو -ولو ذهناً- من يُعينُه في تحمّل الحيرة. ثم إن ألطفَ القلوب وأشفقَها وأحرَّها قلبُ القِسم الثاني. ثم إن متمِّم الامتزاج الروحيّ ومكمِّلَ الاستيناس القلبيّ، ومصفِّيَ الاختلاط الصوريّ كون القسم الثاني مبرَّأةٌ ومطهّرَة من الأخلاق السيئة والعوارض المنفِّرة.
⦁ فإن قلت: إنَّ الأكل لبقاء الشخص؛ إذ به يحصل تعمير ما يتحلل، وإن النكاح لبقاء النوع مع أن الأشخاص في الآخرة مؤبَّدون لا يقع فيهم التحويل والانحلال، وكذا لا تناسل في الآخرة؟
والثاني: السعادة الجسمانية وهي بالمسكن والمأكل والمنكَح ومتمّمُها ومكمّلُها جميعاً هو الدوام والخلود.
ثم إن أقسام الأول مستغنيةٌ عن التفصيل أو غيرُ قابلة. (177)
وأما أقسام الثاني: فالمسكن: ألطفُه ما يجري الماء بين نباتاته؛ ألا ترى أن مُلهِمَ الشعر ومُفيضَ العشق في القلوب إنما هو خشخشة (178)الماء وخريرُه، وكشكشة (179)الأنهار وصفيرُها تحت القصور وبين البساتين.
والمأكل: الرزق. ولأنه قوت يكون كمالُ لذّته فيما حصل به الألفة والأُنسية، ولأنه تفكّه يكون كمالُ لذتِه في التجدد من جهة؛ إذ بحُكم المألوفية يُعرَف درجةُ علوّ النعمة وتفوقُها على نظيرها. وكذا من مكمّلات اللذة أن يعرف أنه جزاء عمله.. ومنها أن يكون منبعُه ومخزنُه حاضراً نصبَ العين لتحصل لذةُ الاطمئنان.
وأما المنكَح: فاعلم أن من أشدّ حاجات الإنسان وجودَ قلبٍ مقابلاً لقلبه لمداولة المحبة ومبادلة العشق والمؤانسةِ والتشارك في اللذة، بل التعاونِ في أمثال الحيرة والتفكر. ألا ترى أن من رأى ما يتحيّر فيه أو يتفكر في أمر عجيب يدعو -ولو ذهناً- من يُعينُه في تحمّل الحيرة. ثم إن ألطفَ القلوب وأشفقَها وأحرَّها قلبُ القِسم الثاني. ثم إن متمِّم الامتزاج الروحيّ ومكمِّلَ الاستيناس القلبيّ، ومصفِّيَ الاختلاط الصوريّ كون القسم الثاني مبرَّأةٌ ومطهّرَة من الأخلاق السيئة والعوارض المنفِّرة.
⦁ فإن قلت: إنَّ الأكل لبقاء الشخص؛ إذ به يحصل تعمير ما يتحلل، وإن النكاح لبقاء النوع مع أن الأشخاص في الآخرة مؤبَّدون لا يقع فيهم التحويل والانحلال، وكذا لا تناسل في الآخرة؟
Yükleniyor...