الناسَ، وأثبت النبوّة، وكلف النبيّ بالتبليغ أمرَه بالتبشير تأميناً لامتثال التكليف الذي فيه مشقةٌ وتركٌ للّذائذ الدنيوية. فكما أنه مأمور بالإنذار؛ كذلك مأمور بالتبشير برضاء الله تعالى وتلطيفه وقُربيته وبالسعادة الأبدية.
وأما جملةَ ﹛﴿ اَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْر۪ي ﴾|﹜ فاعلم كما مرَّ أن أَوّل حاجات الإنسان الضرورية -لأنه جسم- المكانُ والمسكن؛ وأنّ أحسنَ المكان هو المشتمل على النباتات والأشجار، وأن ألطفه هو الذي يتسلل بين خضراواته الماءُ، وأن أكمَله هو الذي تجري بين أشجاره وتحت قصوره الأنهار بكثرة. فلهذا قال: ﹛﴿ تَجْر۪ي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ ﴾|﹜ .. ثم إن أشد الحاجات كما سمعت آنفاً بعدَ المكان وأكمل اللذائذ الجسمانية هو الأكل والشرب اللذين (183)يشير إليهما الجنة والنهر.. ثم إن أكملَ الرزق هو أن يكون مألوفاً ومأنوساً ليُعرف درجةُ تفوقه على نظيره.. وألذّ الفاكهة أن تكون متجددة.. وإن أصفى اللذة هو أن يكون المقتطَف معلوماً وقريباً.. وإن ألذَّها أن يُعرف أنها ثمرةُ عمله. فلهذا قال: ﹛﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هٰذَا الَّذ۪ي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾|﹜ أي في الدنيا أو قبل هذا الآن.
وأما ﹛﴿ وَاُتُوا بِه۪ مُتَشَابِهًا ﴾|﹜ فاعلم أن في الحديث: أن صورتَها واحدة والطعم مختلف. (184)فتشير الآية إلى لذةِ التجدّد في الفاكهة.. وأن كمال اللذة أن يكون الشخصُ مخدوماً يؤتى إليه.
وأما جملةُ ﹛﴿ وَلَهُمْ ف۪يهَٓا اَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾|﹜ فاعلم كما رأيت في السلك أن الإنسان محتاجٌ لرفيقة وقرينة يسكن إليها وينظر بعينها وتنظر بعينه ويستفيد من المحبة التي هي ألطفُ لمعات الرحمة. ألا ترى أن الأُنسية التامة هنا بهنّ؟
وأما جملة ﹛﴿ وَهُمْ ف۪يهَا خَالِدُونَ ﴾|﹜ فاعلم أن الإنسان إذا صادف نعمةً أو أصاب لذة فأول ما يتبادر لذهنه: أتدومُ أم تُنَغَّص بزوال؟ فلهذا أشار إلى تكميل النعمة بخلود الجنة ودوامهم وأزواجهم فيها ودوام اللذائذ واستمرار الاستفادة بقوله:
﴿ وَهُمْ ف۪يهَا خَالِدُونَ ﴾
وأما جملةَ ﹛﴿ اَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْر۪ي ﴾|﹜ فاعلم كما مرَّ أن أَوّل حاجات الإنسان الضرورية -لأنه جسم- المكانُ والمسكن؛ وأنّ أحسنَ المكان هو المشتمل على النباتات والأشجار، وأن ألطفه هو الذي يتسلل بين خضراواته الماءُ، وأن أكمَله هو الذي تجري بين أشجاره وتحت قصوره الأنهار بكثرة. فلهذا قال: ﹛﴿ تَجْر۪ي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ ﴾|﹜ .. ثم إن أشد الحاجات كما سمعت آنفاً بعدَ المكان وأكمل اللذائذ الجسمانية هو الأكل والشرب اللذين (183)يشير إليهما الجنة والنهر.. ثم إن أكملَ الرزق هو أن يكون مألوفاً ومأنوساً ليُعرف درجةُ تفوقه على نظيره.. وألذّ الفاكهة أن تكون متجددة.. وإن أصفى اللذة هو أن يكون المقتطَف معلوماً وقريباً.. وإن ألذَّها أن يُعرف أنها ثمرةُ عمله. فلهذا قال: ﹛﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هٰذَا الَّذ۪ي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾|﹜ أي في الدنيا أو قبل هذا الآن.
وأما ﹛﴿ وَاُتُوا بِه۪ مُتَشَابِهًا ﴾|﹜ فاعلم أن في الحديث: أن صورتَها واحدة والطعم مختلف. (184)فتشير الآية إلى لذةِ التجدّد في الفاكهة.. وأن كمال اللذة أن يكون الشخصُ مخدوماً يؤتى إليه.
وأما جملةُ ﹛﴿ وَلَهُمْ ف۪يهَٓا اَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾|﹜ فاعلم كما رأيت في السلك أن الإنسان محتاجٌ لرفيقة وقرينة يسكن إليها وينظر بعينها وتنظر بعينه ويستفيد من المحبة التي هي ألطفُ لمعات الرحمة. ألا ترى أن الأُنسية التامة هنا بهنّ؟
وأما جملة ﹛﴿ وَهُمْ ف۪يهَا خَالِدُونَ ﴾|﹜ فاعلم أن الإنسان إذا صادف نعمةً أو أصاب لذة فأول ما يتبادر لذهنه: أتدومُ أم تُنَغَّص بزوال؟ فلهذا أشار إلى تكميل النعمة بخلود الجنة ودوامهم وأزواجهم فيها ودوام اللذائذ واستمرار الاستفادة بقوله:
﴿ وَهُمْ ف۪يهَا خَالِدُونَ ﴾
Yükleniyor...