الكل عليه، ويتوجّه الكلُّ إلى تحديده، لئلا ينتشر ذلك السُّمُّ؛ كما يُخِلُّ بناموس طائفةٍ ويهيِّج غضبَهم شناعةُ فرد منهم.
وأما ﹛﴿ مَنْ يَقُولُ اٰمَنَّا ﴾|﹜
⦁ فإن قلت: لِمَ أفردَ ﹛﴿ يَقُولُ ﴾|﹜ وجمع ﹛﴿ اٰمَنَّا ﴾|﹜ مع أن المرجِع واحد؟
قيل لك: فيه إشارة إلى لطافةٍ ظريفة هي: إظهارُ أن المتكلمَ مع الغير متكلمٌ وحدَه ف ﹛﴿ يَقُولُ ﴾|﹜ : للتلفظ وحدَه و ﹛﴿ اٰمَنَّا ﴾|﹜ لأنه مع الغير في الحُكم.. ثم إن هذا حكايةٌ عن دعواهم ففي صورة الحكاية إشارةٌ إلى ردّ المَحكيّ بوجهين، كما أن في المَحكيّ إشارةً إلى قوته بجهتين؛ إذ ﹛﴿ يَقُولُ ﴾|﹜ يرمز بمادَّته إلى أن قولَهم ليس عن اعتقادٍ وفعلٍ، بل يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.. وبصيغته يومئ إلى أن سببَ استمرار مُدافعَتهم وادعائهم مُراءاة الناس لا مُحرّك وجداني.. وفي الدعوى إيماءٌ منهم بصيغة الماضي إلى: «إنّا معاشرَ أهل الكتاب قد آمنا قبلُ فكيف لا نؤمن الآن».. وفي لفظ ﹛﴿ نَا ﴾|﹜ رمزٌ منهم إلى: «إنّا جماعة متحزّبون لسنا كفردٍ يَكذِب أو يُكذَّب».
وأما ﹛﴿ بِاللّٰهِ وَبِالْيَوْمِ الْاٰخِرِ ﴾|﹜ فاعلم أن للتنزيل أنْ يأخذ المَحكيَّ بعينه، أو يتصرفَ فيه بأخذ مآله، أو تلخيص عبارته:
فعلى الأولِ: ذكروا الأولَ والآخرَ من أركان الإيمان إظهاراً للقوي، ولِما هو أقربُ لأن يُقبَل منهم، وأشاروا إلى سلسلة الأركان بتكرار الباء مع القُرب.
وعلى الثاني: بأن يكون كلامَه تعالى؛ ففي ذكر القُطبين فقط إشارةٌ إلى أن أقوى ما يدَّعونه أيضاً ليس بإيمان؛ إذ ليس إيمانُهم بهما على وجههما. وكرّر الباء للتفاوت؛ إذ الإيمان بالله إيمانٌ بوجوده ووَحدته، وباليوم الآخر بحقيّته ومجيئه كما مرّ.
وأما ﹛﴿ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِن۪ينَ ﴾|﹜
⦁ فإن قلت: لِمَ لم يقل «وما آمنوا» الأشبهِ ب ﹛﴿ اٰمَنَّا ﴾|﹜ ؟
قيل لك: لئلا يُتوهمَ التناقضُ صورةً، (90)ولئلّا يَرجِع التكذيبُ إلى نفس
وأما ﹛﴿ مَنْ يَقُولُ اٰمَنَّا ﴾|﹜
⦁ فإن قلت: لِمَ أفردَ ﹛﴿ يَقُولُ ﴾|﹜ وجمع ﹛﴿ اٰمَنَّا ﴾|﹜ مع أن المرجِع واحد؟
قيل لك: فيه إشارة إلى لطافةٍ ظريفة هي: إظهارُ أن المتكلمَ مع الغير متكلمٌ وحدَه ف ﹛﴿ يَقُولُ ﴾|﹜ : للتلفظ وحدَه و ﹛﴿ اٰمَنَّا ﴾|﹜ لأنه مع الغير في الحُكم.. ثم إن هذا حكايةٌ عن دعواهم ففي صورة الحكاية إشارةٌ إلى ردّ المَحكيّ بوجهين، كما أن في المَحكيّ إشارةً إلى قوته بجهتين؛ إذ ﹛﴿ يَقُولُ ﴾|﹜ يرمز بمادَّته إلى أن قولَهم ليس عن اعتقادٍ وفعلٍ، بل يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.. وبصيغته يومئ إلى أن سببَ استمرار مُدافعَتهم وادعائهم مُراءاة الناس لا مُحرّك وجداني.. وفي الدعوى إيماءٌ منهم بصيغة الماضي إلى: «إنّا معاشرَ أهل الكتاب قد آمنا قبلُ فكيف لا نؤمن الآن».. وفي لفظ ﹛﴿ نَا ﴾|﹜ رمزٌ منهم إلى: «إنّا جماعة متحزّبون لسنا كفردٍ يَكذِب أو يُكذَّب».
وأما ﹛﴿ بِاللّٰهِ وَبِالْيَوْمِ الْاٰخِرِ ﴾|﹜ فاعلم أن للتنزيل أنْ يأخذ المَحكيَّ بعينه، أو يتصرفَ فيه بأخذ مآله، أو تلخيص عبارته:
فعلى الأولِ: ذكروا الأولَ والآخرَ من أركان الإيمان إظهاراً للقوي، ولِما هو أقربُ لأن يُقبَل منهم، وأشاروا إلى سلسلة الأركان بتكرار الباء مع القُرب.
وعلى الثاني: بأن يكون كلامَه تعالى؛ ففي ذكر القُطبين فقط إشارةٌ إلى أن أقوى ما يدَّعونه أيضاً ليس بإيمان؛ إذ ليس إيمانُهم بهما على وجههما. وكرّر الباء للتفاوت؛ إذ الإيمان بالله إيمانٌ بوجوده ووَحدته، وباليوم الآخر بحقيّته ومجيئه كما مرّ.
وأما ﹛﴿ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِن۪ينَ ﴾|﹜
⦁ فإن قلت: لِمَ لم يقل «وما آمنوا» الأشبهِ ب ﹛﴿ اٰمَنَّا ﴾|﹜ ؟
قيل لك: لئلا يُتوهمَ التناقضُ صورةً، (90)ولئلّا يَرجِع التكذيبُ إلى نفس
Yükleniyor...