في مثل هذا المقام المهيج للحيرة يحضر بخياله زمان الواقعة ومكان الحادثة. ثم في المضارع استمرار تجددي. وفي استمراره إيماء إلى تواتر تَقْتَقَة السحاب.
وأما ﹛﴿ اَصَابِعَهُمْ ﴾|﹜ بدل «أناملهم» فإشارة إلى شدة الحيرة باستعمال الأصابع موضع الأنامل.
وأما في ﹛﴿ اٰذَانِهِمْ ﴾|﹜ فإيماء إلى شدة الخوف من صدى الرعد حتى يخيل إليهم أنه لو دخل الرعد في شبكة الآذان لطيّر الأرواحَ من أبواب الأفواه. وفيه رمز لطيف إلى أنهم لمّا لم يفتحوا آذانَهم لنداء الحق والنصيحة عوقبوا من تلك الجهة بنَعَرات الرعد، فسَدّوا هنا ما سدّوا هناك، كمن أخرج كلاماً شنيعاً مِن فيهِ يُضْرَب على فمه، فيُدخل يمينَ الندامة في فيهِ ويضع يسارَ الخجالة على عَينه.
وأما ﹛﴿ مِنَ الصَّوَاعِقِ ﴾|﹜ فإشارة إلى اتحاد الرعد والبرق على إضراره؛ إذ الصاعقة صوتٌ شديد معه نار مُحرقة تصرع مَن صادف.
وأما ﹛﴿ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾|﹜ فإشارة إلى أن البلاء جذَّ (131)اللحمَ إلى العظم، وجاز الأحوالَ إلى الحياة، فما يعنيهم إلّا غمّ الموت وحفظ الحياة.
وأما هيئات جملة: ﹛﴿ وَاللّٰهُ مُح۪يطٌ بِالْكَافِر۪ينَ ﴾|﹜ .
فاعلم أن «الواو» تقتضي المناسبة، وما المناسبة إلّا بين هذه وبين التابع لمآل السابقة. فكأن هذه «الواو» تقرأ عليهم: «هم قومٌ فرّوا من العمارة ونفروا من الحضارة وعصَوا قانون كون الليل سباتاً ولم يُطيعوا نصيحة الناصح فظنوا النجاةَ بالخروج إلى الصحراء فخابوا وأحاط بهم بلاءُ الله».
وأما لفظ ﹛﴿ اللّٰهُ ﴾|﹜ فرمز إلى قطع آخرِ رجائهم؛ إذ المصاب إنما يلتجئ ويتسلَّى أولاً وآخراً إلى رحمة الله، فحين استحقوا غضبَ الله تعالى انطفأ ذلك الرجاءُ.
وأما لفظ ﹛﴿ مُح۪يطٌ ﴾|﹜ فإيماء إلى أن هذه المصائب المحيطة آثارُ غضبه تعالى، فكما أن السماء والسحاب والصيّب والليل تهجُم عليهم من الجهات الست؛ كذلك غضبُه
وأما ﹛﴿ اَصَابِعَهُمْ ﴾|﹜ بدل «أناملهم» فإشارة إلى شدة الحيرة باستعمال الأصابع موضع الأنامل.
وأما في ﹛﴿ اٰذَانِهِمْ ﴾|﹜ فإيماء إلى شدة الخوف من صدى الرعد حتى يخيل إليهم أنه لو دخل الرعد في شبكة الآذان لطيّر الأرواحَ من أبواب الأفواه. وفيه رمز لطيف إلى أنهم لمّا لم يفتحوا آذانَهم لنداء الحق والنصيحة عوقبوا من تلك الجهة بنَعَرات الرعد، فسَدّوا هنا ما سدّوا هناك، كمن أخرج كلاماً شنيعاً مِن فيهِ يُضْرَب على فمه، فيُدخل يمينَ الندامة في فيهِ ويضع يسارَ الخجالة على عَينه.
وأما ﹛﴿ مِنَ الصَّوَاعِقِ ﴾|﹜ فإشارة إلى اتحاد الرعد والبرق على إضراره؛ إذ الصاعقة صوتٌ شديد معه نار مُحرقة تصرع مَن صادف.
وأما ﹛﴿ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾|﹜ فإشارة إلى أن البلاء جذَّ (131)اللحمَ إلى العظم، وجاز الأحوالَ إلى الحياة، فما يعنيهم إلّا غمّ الموت وحفظ الحياة.
وأما هيئات جملة: ﹛﴿ وَاللّٰهُ مُح۪يطٌ بِالْكَافِر۪ينَ ﴾|﹜ .
فاعلم أن «الواو» تقتضي المناسبة، وما المناسبة إلّا بين هذه وبين التابع لمآل السابقة. فكأن هذه «الواو» تقرأ عليهم: «هم قومٌ فرّوا من العمارة ونفروا من الحضارة وعصَوا قانون كون الليل سباتاً ولم يُطيعوا نصيحة الناصح فظنوا النجاةَ بالخروج إلى الصحراء فخابوا وأحاط بهم بلاءُ الله».
وأما لفظ ﹛﴿ اللّٰهُ ﴾|﹜ فرمز إلى قطع آخرِ رجائهم؛ إذ المصاب إنما يلتجئ ويتسلَّى أولاً وآخراً إلى رحمة الله، فحين استحقوا غضبَ الله تعالى انطفأ ذلك الرجاءُ.
وأما لفظ ﹛﴿ مُح۪يطٌ ﴾|﹜ فإيماء إلى أن هذه المصائب المحيطة آثارُ غضبه تعالى، فكما أن السماء والسحاب والصيّب والليل تهجُم عليهم من الجهات الست؛ كذلك غضبُه
Yükleniyor...