⦁ فإن قلت: كيف أفردَ مع أنهم جماعة؟
قيل لك: إذا تساوى الجزء والكل والفرد والجماعة ولم يؤثر الاشتراك في صفة الفرد زيادة ونقصاناً جاز الوجهان، مثل ﹛﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ ﴾|﹜ (122)ففي إفراده إشارةٌ إلى استقلال كلِّ فرد في تمثّل الدهشة وتصوير شناعتهم، أو كان ﹛﴿ الَّذِي ﴾|﹜ «الذين» فاختُصر.
وأما ﹛﴿ اسْتَوْقَدَ ﴾|﹜ فسينُه إشارة إلى التكلّف والتحري. وفي إفراده مع جمع الضمير في ﹛﴿ بِنُورِهِمْ ﴾|﹜ رمز لطيفٌ إلى أن فرداً يوقدُ لجماعةٍ. ولقد ألطفَ في الإفراد إيقاداً والجمعِ استنارة.
وأما ﹛﴿ نَارًا ﴾|﹜ بدلَ «المصباح» أو غيره، فإشارة إلى المشقة في نور التكليف، ورمز إلى أنهم يوقدون تحت النور الظاهري نارَ فتنةٍ. وأما تنكيرُه فإيماء إلى شدة احتياجهم حتى إنهم يرضون بأية نارٍ كانت.
ثم أجِلِ النظرَ فيما حول جملة ﹛﴿ فَلَمَّٓا اَضَٓاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ ﴾|﹜ لترى كيف تضيء قيوداتُها على ظلماتِ الدهشة التي هي الغرضُ الأساسي. ولقد سمعتَ في «المسألة الرابعة» أن قوة الكلام بتجاوب القيود:
أما «الفاء» فإيماءٌ إلى أن هجوم اليأس المطلق يعقُب كمالَ الرجاء.
وأما ﹛﴿ لَمَّا ﴾|﹜ فلتضمنه قياساً استثنائياً مستقيماً مع دلالته على تحقق المقدَّم، يُنتج تحققَ التالي وقطعَ التسلي.
وأما ﹛﴿ اَضَٓاءَتْ ﴾|﹜ فإشارة إلى أن الإيقاد للاستنارة لا للاصطلاء. وفيه رمز إلى شدة الدهشة إذ ما أفاد لهم الإضاءةُ إلّا رؤيةَ المهالك والعلمَ بوجودها، ولولاها لأمكن مغالطةُ النفس وتسكينُها.
وأما ﹛﴿ مَا حَوْلَهُ ﴾|﹜ فإشارة إلى إحاطة الدهشة من الجهات الأربع، وإلى لزوم التحفظ بالإضاءة عن هجوم الضرر عن الجهات الست.
وأما ﹛﴿ ذَهَبَ ﴾|﹜ فلأنه جزاءُ الشرط لا بد أن يكون لازماً. ولخفاء اللزوم -كما مرّ-
قيل لك: إذا تساوى الجزء والكل والفرد والجماعة ولم يؤثر الاشتراك في صفة الفرد زيادة ونقصاناً جاز الوجهان، مثل ﹛﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ ﴾|﹜ (122)ففي إفراده إشارةٌ إلى استقلال كلِّ فرد في تمثّل الدهشة وتصوير شناعتهم، أو كان ﹛﴿ الَّذِي ﴾|﹜ «الذين» فاختُصر.
وأما ﹛﴿ اسْتَوْقَدَ ﴾|﹜ فسينُه إشارة إلى التكلّف والتحري. وفي إفراده مع جمع الضمير في ﹛﴿ بِنُورِهِمْ ﴾|﹜ رمز لطيفٌ إلى أن فرداً يوقدُ لجماعةٍ. ولقد ألطفَ في الإفراد إيقاداً والجمعِ استنارة.
وأما ﹛﴿ نَارًا ﴾|﹜ بدلَ «المصباح» أو غيره، فإشارة إلى المشقة في نور التكليف، ورمز إلى أنهم يوقدون تحت النور الظاهري نارَ فتنةٍ. وأما تنكيرُه فإيماء إلى شدة احتياجهم حتى إنهم يرضون بأية نارٍ كانت.
ثم أجِلِ النظرَ فيما حول جملة ﹛﴿ فَلَمَّٓا اَضَٓاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ ﴾|﹜ لترى كيف تضيء قيوداتُها على ظلماتِ الدهشة التي هي الغرضُ الأساسي. ولقد سمعتَ في «المسألة الرابعة» أن قوة الكلام بتجاوب القيود:
أما «الفاء» فإيماءٌ إلى أن هجوم اليأس المطلق يعقُب كمالَ الرجاء.
وأما ﹛﴿ لَمَّا ﴾|﹜ فلتضمنه قياساً استثنائياً مستقيماً مع دلالته على تحقق المقدَّم، يُنتج تحققَ التالي وقطعَ التسلي.
وأما ﹛﴿ اَضَٓاءَتْ ﴾|﹜ فإشارة إلى أن الإيقاد للاستنارة لا للاصطلاء. وفيه رمز إلى شدة الدهشة إذ ما أفاد لهم الإضاءةُ إلّا رؤيةَ المهالك والعلمَ بوجودها، ولولاها لأمكن مغالطةُ النفس وتسكينُها.
وأما ﹛﴿ مَا حَوْلَهُ ﴾|﹜ فإشارة إلى إحاطة الدهشة من الجهات الأربع، وإلى لزوم التحفظ بالإضاءة عن هجوم الضرر عن الجهات الست.
وأما ﹛﴿ ذَهَبَ ﴾|﹜ فلأنه جزاءُ الشرط لا بد أن يكون لازماً. ولخفاء اللزوم -كما مرّ-
Yükleniyor...