وأما جملة ﴿ وَاِذَا خَلَوْا اِلٰى شَيَاط۪ينِهِمْ قَالُٓوا اِنَّا مَعَكُمْ ﴾
ف«الواو» الجامعة في ﴿ وَاِذَا ﴾ إيماءٌ إلى أن هذا الكلام سيق لبيان أن لا مسلَك لهم، ولبيان تذبذبهم المفصّل بهاتين الشرطيتين.
والجزمية في ﴿ اِذَا ﴾ رمز إلى أنهم بحكم الفساد والإفساد يرون الالتجاء وظيفةً ضرورية.
ولفظ ﴿ خَلَوْا ﴾ إشارة إلى أنهم بحُكم الخيانة يتخوفون، وبحكم الخوف يتسترون..
ولفظ ﴿ اِلٰى ﴾ بدلَ «مع» المناسب لِ ﴿ خَلَوْا ﴾ إشارة إلى أنهم بحكم العَجز والضعف يلتجئون، وبحكم الفتنة والإفساد يوصلون أسرار المؤمنين إلى الكافرين.. ولفظ «الشياطين» إشارة إلى أن رؤساءهم كالشياطين متسترون موَسوسون، وإلى أنهم كالشياطين يضرّون، وإلى أنهم على مذهب الشياطين لا يتصورون إلّا الشر.
وأما جملة ﴿ قَالُٓوا اِنَّا مَعَكُمْ ﴾ المَسوقة لتبرئة ذمّتهم وتجديد عهدهم وثباتهم في مسلكهم، فاعلم أنه أكّد مع غير المنكِر هنا، وترك التأكيد مع المنكِر هناك (103)إشارةً ودلالةً على عدم الشوق المحرك في قلب المتكلم هناك ووجودِه هنا. أما اسميةُ هذا وفعلية ذاك، فلأن المقصود إثباتُ الثبوتِ والدوامِ في ذا، والحدوثِ في ذلك.
أما ﴿ اِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُ۫نَ ﴾ فاعلم أنه لم يَعطف، إذ الوصلُ إنما هو بالتوسط بين كمال
Yükleniyor...