ثم لمّا كان النفاق جهلاً تردّدياً أنتج تذبذبَ الطبيعةِ، وهو عدمَ الثبات وهو عدم المسلك وهو عدم الأَمنية بهم، وهو يُجبرهم على تجديد عهدهم، أشار إلى هذه السلسلة بلفظ ﹛﴿ قَالُٓوا اِنَّا مَعَكُمْ ﴾|﹜ .
ثم لمّا احتاجوا إلى الاعتذار استخفّوا بالحقيقة لخفّتهم، ورخّصوا غاليَ القيمةَ لعدم قيمتِهم، وأهانوا بالعالي لهَون نفسِهم وضعفِها الذي ينشأ منه الغرورُ، فقال: ﹛﴿ قَالُٓوا اِنَّا مَعَكُمْ اِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُ۫نَ ﴾|﹜ ..
ثم بينما كان السامع منتظراً من انصباب الكلام مقابلةَ المؤمنين لهم، رأى أن الله قابلَهم بدلاً عن المؤمنين إشارةً إلى تشريفهم، ورمزاً إلى أن استهزاءهم في مقابلة جزاءِ الله تعالى كالعدم، وإيماءً إلى حُمقهم وزجرهم وردّهم؛ إذ كيف يُستَهْزأُ بمَن كان الله حاميَه؟ فقال تعالى: ﹛﴿ اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾|﹜ أي يعاقبُهم على استهزائهم أشدَّ جزاءٍ بصورةِ استخفافٍ وتهكُّمٍ بهم في الدنيا والآخرة مع الاستمرار التجدديّ.. وجملة ﹛﴿ وَيَمُدُّهُمْ ف۪ي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾|﹜ كشفٌ وتفصيل وتصويرٌ لجزاء استهزائهم بطرز الاستهزاء.
أما وجه نظم هيئات كل جملة جملة:
فاعلم أن جملة ﹛﴿ وَاِذَا لَقُوا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا قَالُٓوا اٰمَنَّا ﴾|﹜ التي سيقت في مُداهنتهم؛
قطعيةُ ﹛﴿ اِذَا ﴾|﹜ فيها إيماء إلى الجزم والتعمّد والقصد، أي عزموا بعَمدٍ وقصد ملاقاتَهم..
ولفظ ﹛﴿ لَقُوا ﴾|﹜ إيماء إلى أنهم تعمّدوا مصادفتَهم في الطرق بين ظهراني الناس..
ولفظُ ﹛﴿ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا ﴾|﹜ بدل «المؤمنين» إشارة إلى مباشرتهم معهم وتماسّهم بهم، وإلى أن ارتباطهم معهم بصفة الإيمان، وإلى أن مدارَ النظر بين أوصاف المؤمنين صفةُ الإيمان فقط.
ولفظ ﹛﴿ قَالُٓوا ﴾|﹜ تلويح إلى أنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، وأن قولهم للتصنّع والرياء والمداهنة ودفعِ التهمة والحرص على جلب منافع المؤمنين والاطلاع على أسرارهم.
ثم لمّا احتاجوا إلى الاعتذار استخفّوا بالحقيقة لخفّتهم، ورخّصوا غاليَ القيمةَ لعدم قيمتِهم، وأهانوا بالعالي لهَون نفسِهم وضعفِها الذي ينشأ منه الغرورُ، فقال: ﹛﴿ قَالُٓوا اِنَّا مَعَكُمْ اِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُ۫نَ ﴾|﹜ ..
ثم بينما كان السامع منتظراً من انصباب الكلام مقابلةَ المؤمنين لهم، رأى أن الله قابلَهم بدلاً عن المؤمنين إشارةً إلى تشريفهم، ورمزاً إلى أن استهزاءهم في مقابلة جزاءِ الله تعالى كالعدم، وإيماءً إلى حُمقهم وزجرهم وردّهم؛ إذ كيف يُستَهْزأُ بمَن كان الله حاميَه؟ فقال تعالى: ﹛﴿ اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾|﹜ أي يعاقبُهم على استهزائهم أشدَّ جزاءٍ بصورةِ استخفافٍ وتهكُّمٍ بهم في الدنيا والآخرة مع الاستمرار التجدديّ.. وجملة ﹛﴿ وَيَمُدُّهُمْ ف۪ي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾|﹜ كشفٌ وتفصيل وتصويرٌ لجزاء استهزائهم بطرز الاستهزاء.
أما وجه نظم هيئات كل جملة جملة:
فاعلم أن جملة ﹛﴿ وَاِذَا لَقُوا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا قَالُٓوا اٰمَنَّا ﴾|﹜ التي سيقت في مُداهنتهم؛
قطعيةُ ﹛﴿ اِذَا ﴾|﹜ فيها إيماء إلى الجزم والتعمّد والقصد، أي عزموا بعَمدٍ وقصد ملاقاتَهم..
ولفظ ﹛﴿ لَقُوا ﴾|﹜ إيماء إلى أنهم تعمّدوا مصادفتَهم في الطرق بين ظهراني الناس..
ولفظُ ﹛﴿ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا ﴾|﹜ بدل «المؤمنين» إشارة إلى مباشرتهم معهم وتماسّهم بهم، وإلى أن ارتباطهم معهم بصفة الإيمان، وإلى أن مدارَ النظر بين أوصاف المؤمنين صفةُ الإيمان فقط.
ولفظ ﹛﴿ قَالُٓوا ﴾|﹜ تلويح إلى أنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، وأن قولهم للتصنّع والرياء والمداهنة ودفعِ التهمة والحرص على جلب منافع المؤمنين والاطلاع على أسرارهم.
Yükleniyor...