السرور طردُ الأوهام؛ إذ طَرَيان أدنى وَهْم يكسر الخيالَ ويطير السرورَ.. وكذا إيماءٌ إلى أن هذا ليس وعداً صِرفاً بل حقيقةٌ من الحقائق.

ولام ﹛﴿ لَهُمْ ﴾|﹜ إشارة إلى الاختصاص والتملّك والاستحقاق الفضليّ لتكميل اللذة وزيادة السرور. وإلّا فكثيراً ما يضيِّف مَلِكٌ مسكيناً.

وتقديمُ ﹛﴿ لَهُمْ ﴾|﹜ إشارة إلى اختصاصهم بين الناس بالجنة، إذ ملاحظة حالِ أهل النار سببٌ لظهور قيمة لذة الجنة.

وجمع ﹛﴿ جَنَّاتٍ ﴾|﹜ إشارة إلى تعدّد الجنان وتنوّعِ مراتبها على نسبة تنوع مراتب الأعمال.. وكذا رمز إلى أن كلَّ جزء من الجنة جنةٌ.. وكذا إيماء إلى أن ما يصيب حصةَ كلٍّ -لِوُسْعَته- كأنه كالجنة بتمامها لا كأنه يساق بجماعتهم إلى موضع..

وتنكير ﹛﴿ جَنَّاتٍ ﴾|﹜ يتلو على ذهن السامع: «فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». (186)وكذا يُحيل على أذهان السامعين حتى يتصورها كلٌّ على الطرز الذي يستحسنُه.. وكذا كأن التنوين بدل: ﹛﴿ وَف۪يهَا مَا تَشْتَه۪يهِ الْاَنْفُسُ ﴾|﹜ (الزخرف:٧١).

وأما ﹛﴿ تَجْر۪ي ﴾|﹜ فاعلم أن أحسنَ الرياض ما فيها ماء، ثم أحسنُها ما يسيل ماؤها، ثم أحسنُها ما استمر السيلان. فبِلفظ ﹛﴿ تَجْر۪ي ﴾|﹜ أشار إلى تصوير دوام الجريان..

وأما ﹛﴿ مِنْ تَحْتِهَا ﴾|﹜ فاعلم أن أحسنَ الماء الجاري في الخضراوات أن ينبعَ صافياً من تلك الروضة، ويمر مُتَخَرْخِراً تحت قصورها، ويسيل منتشراً بين أشجارها فأشار ب ﹛﴿ مِنْ تَحْتِهَا ﴾|﹜ إلى هذه الثلاثة..

وأما ﹛﴿ الْاَنْهَارُ ﴾|﹜ فاعلم أن أحسن الماء الجاري في الجنان أن يكون كثيراً، ثم أحسنُه أن تتلاحق الأمثالُ من جداوله. فإنَّ بتناظر الأمثال يتزايد الحُسن على قيمة الأجزاء. ثم أحسنُه أن يكون الماء عذباً فراتاً لذيذاً كما قال: ﹛﴿ مَٓاءٍ غَيْرِ اٰسِنٍ ﴾|﹜ (محمد:١٥) فبلفظ «نهر» وجمعِه وتعريفِه أشار إلى هذه.


Yükleniyor...