صفتُهم المستمرة.. وأنهم منحصرون عليه.. وأن الفساد لا يشوب صلاحَهم.. وأن هذا الحكم ظاهر معلوم.. ومن تعريضهم بالمؤمنين ومن تجهيلهم للناصح؛ أجابَهم القرآنُ بهذه الجملة المتضمنة لأحكامٍ من إثبات الفساد لهم، وأنهم متحدون مع حقيقة المفسدين.. وأن الفساد منحصر عليهم.. وأن هذا الحكم حقيقة ثابتة.. ومن تنبيه الناس على شناعتهم.. ومن تجهيلهم بنفي الحس عنهم كأنهم جمادات.

وإن شئت فانظر إلى ﹛﴿ اَلَٓا ﴾|﹜ التي للتنبيه كيف تزيِّف بتنبيهها ترويجَهم الناشئ من دعواهم المترشحَ من ﹛﴿ قَالُٓوا ﴾|﹜.. وإلى ﹛﴿ اِنَّا ﴾|﹜ التي للتحقيق كيف تردّ دعواهم المعلومية ب ﹛﴿ اِنَّمَا ﴾|﹜ ، كأن ﹛﴿ اِنَّا ﴾|﹜ تقول: حالُهم في الحقيقة والباطن فسادٌ، فلا يجديهم الصلاحُ ظاهراً.. وإلى الحصر في ﹛﴿ هُم ﴾|﹜ كيف يقابل تعريضَهم الضمنيّ في ﹛﴿ اِنَّمَا ﴾|﹜ و ﹛﴿ نَحْنُ ﴾|﹜ .. وإلى تعريف ﹛﴿ الْمُفْسِدُونَ ﴾|﹜ -الذي معناه حقيقة المفسدين تُرى في ذاتهم فهُم هي- كيف يدافع حصرَهم المستفاد من ﹛﴿ اِنَّمَا ﴾|﹜ أيضاً.. وإلى ﹛﴿ وَلٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾|﹜ كيف يدافع تزييفهم الناصح وأنهم ليسوا مستحقين للنصيحة بدعوى المعلومية. فتأمل!

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...