أما بالنسبة إلى القدرة فأعظمُ الأشياء كأصغرِها.
ثم الظاهر أن المُعاد يُعاد بأجزائه الأصلية والفضولية معاً. كما يشير إليه كبرُ أجسام أهل الحشر (42) وكراهةُ قصّ الأظفار والأشعار ونحوها للجُنُب، وسُنِّيَّةُ دفنِها. (43) والتحقيق أن عَجب الذَّنَب يكفي أن يكون بذراً ومادةً لتشكّله. (44)
وأما الدليل الذي لوّح به: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَب۪يدِ ﴾ : فاعلم أنّا كثيراً ما نرى الظالمَ الفاجر الغدّار في غاية التنعّم، ويمرّ عمُره في غاية الطيب والراحة، ثم نرى المظلومَ الفقير المتديّن الحَسَنَ الخُلقِ ينقضي عمرُه في غاية الزحمة (45)والذلّةِ والمظلومية، ثم يجيء الموتُ فيساوي بينهما. وهذه المساواةُ بلا نهايةٍ تُرى ظُلماً. والعدالةُ والحكمة الإلهيتان اللتان شهِدت عليهما الكائناتُ منزّهتان عن الظلم؛ فلابد من مجمَعٍ آخر ليرى الأولُ جزاءَه والثاني ثوابَه فيتجلى العدالةُ الإلهية.
وقِس على هاتين الآيتين نظائرهما. هذا..
أما وجهُ النظم في أجزاء ﴿ وَبِالْاٰخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ فاعلم أن مناط النكت: «الواو»، ثم تقديمُ ﴿ بِالآخِرَةِ ﴾ ثم الألف واللام فيها، ثم التعبير بهذا العنوان، ثم ذِكر ﴿ هُمْ ﴾ ، ثم ذِكر ﴿ يُوقِنُونَ ﴾ بدلَ «يؤمنون».
Yükleniyor...