وانظر الإشارة في ﹛﴿ ذٰلِكَ ﴾|﹜ المختصة بالرجوع إلى الذات مع الصفات لتعلَم أنها كما تفيد التعظيم -لأنها إما إشارة إلى المشار إليه ب ﹛﴿ الٓمٓ ﴾|﹜ أو المبشَّر به في التوراة والإنجيل - كذلك تلوّح بدليلها؛ إذ ما أعظم ما أُقسمَ به! وما أكمل ما بشَّر به التوراة والإنجيل! ثم أمعِن النظر في الإشارة الحسية إلى الأمر المعقول لترى أنها كما تفيد التعظيم والأهمية؛ كذلك تشير إلى أن القرآن كالمغناطيس المنجذِب إليه الأذهان، والمتزاحم عليه الأنظارُ المجْبِر لخيالِ كلٍّ على الإشتغال به. فتظاهرَ بدرجة -تراه العيون من خلفها إذا راجعت الخيال- يرمز بلسان الحال إلى وثوقِه بصدقه وتبرّيه عن الضعف والحيلة الداعيَين إلى التستر.. ثم تفكّر في البُعدية المستفادة من ﹛﴿ ذٰلِكَ ﴾|﹜ ؛ إذ إنها كما تفيد علوّ الرتبة المفيد لكماله؛ كذلك تومئ إلى دليله بأنه بعيدٌ عن ما سلك عليه أمثالُه. فإما تحت كلٍّ وهو باطل بالاتفاق، فهو فوق الكلِّ.

ثم تدبّر في «ال» ﹛﴿ الْكِتَابُ ﴾|﹜ لأنها كما تفيد الحصرَ العرفي المفيد للكمال؛ تفتح بابَ الموازنة وتلمِّح بها إلى أن القرآن كما جمَع محاسن الكتب قد زاد عليها فهو أكملُها..

ثم قف على التعبير ب ﹛﴿ الْكِتَابُ ﴾|﹜ كيف يلوّح بأن الكتاب لا يكون من مصنوع الأمّيّ الذي ليس من أهل القراءة والكتابة.

أما ﹛﴿ لَا رَيْبَ ف۪يهِ ﴾|﹜ ففيه وجهان:

إرجاع الضميرِ إلى الحُكم، أو إلى الكتاب:

فعلى الأول -كما عليه المفتاح- (13)يكون بمعنى يقيناً، وبلا شك، فيكون جهةً وتحقيقاً لإثبات كماله.

وعلى الثاني -كما عليه الكشاف- (14)يكون تأكيداً لثبوت كماله.

وعلى الكل يناجي من تحت ﹛﴿ لَا رَيْبَ ﴾|﹜ ب ﹛﴿ وَاِنْ كُنْتُمْ ف۪ي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلٰى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾|﹜ (البقرة:٢٣) ويرمز إلى دليله الخاص..

والاستغراق في ﹛﴿ لَا ﴾|﹜ بسبب إعدام الريوب الموجودة ينشد:

Yükleniyor...