وأن تخصيص ﹛﴿ بَعُوضَةً ﴾|﹜ إشارةٌ إلى كثرة استعمال البلغاء للتمثيل بها، كقولهم: «أضعفُ من البعوضة» (190) و«أشدُّ عناداً من البعوضة» و«كلفتني مخَّ البعوضة» (191) و«أعزُّ من مخ البعوضة» (192) و«قالت البعوضة للنخلة استمسكي أنا أطير» (193) و«الدنيا لا توزن عند الله جناح بعوضة» (194)وقس.. وفي الإشارة رمز إلى ضعف وَهمهم.. وأن المعنيّ ب ﹛﴿ مَا فَوْقَهَا ﴾|﹜ ما دونها في الصغر وما فوقها في قيمة البلاغة أو في الصغر أيضاً، فالتعبير ب ﹛﴿ مَا فَوْقَهَا ﴾|﹜ إشارة إلى أن الصغير أغربُ بلاغةً وأعجب خِلقةً.
واعلم أن الهيئات كخيوط الحرير؛ باجتماعها يظهر النقشُ الحسَن.
وأما هيئات جملةِ ﹛﴿ فَاَمَّا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا فَيَعْلَمُونَ اَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْۚ وَاَمَّا الَّذ۪ينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَٓا اَرَادَ اللّٰهُ بِهٰذَا مَثَلًا ﴾|﹜ :
فاعلم أن «الفاء» للتفريع، والتفريع إشارة إلى دليل ضمني ينتج هذه الجملةَ ذات الشقين: أي لا يترك التمثيل لأن البلاغة تقتضيه؛ فمن أنصف يعرف أنه بليغ وحق وكلام الله تعالى. ومن نظر بالعناد لا يعلم الحكمة، فيتردد، فيسأل، فينكر، فيستحقر... فأنتج: إن المؤمن -لأنه منصف- يصدِّق أنه كلام الله، والكافر -لأنه معاند- يقول: ما الفائدة فيه؟
وأن ﹛﴿ اَمَّا ﴾|﹜ فلأنها شرطية لزومية في الوضع إشارة إلى أن الخبر لازم للمبتدأ وضروريّ له، يعني من شأن المبتدأ هذا الخبر.
وأن إيراد ﹛﴿ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا ﴾|﹜ بدل «المؤمنين» إشارة إلى التنصيص على أن الإيمان هو سبب العلم بحقيته، وأن العلم بحقّيته إيمان. (195)
واعلم أن الهيئات كخيوط الحرير؛ باجتماعها يظهر النقشُ الحسَن.
وأما هيئات جملةِ ﹛﴿ فَاَمَّا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا فَيَعْلَمُونَ اَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْۚ وَاَمَّا الَّذ۪ينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَٓا اَرَادَ اللّٰهُ بِهٰذَا مَثَلًا ﴾|﹜ :
فاعلم أن «الفاء» للتفريع، والتفريع إشارة إلى دليل ضمني ينتج هذه الجملةَ ذات الشقين: أي لا يترك التمثيل لأن البلاغة تقتضيه؛ فمن أنصف يعرف أنه بليغ وحق وكلام الله تعالى. ومن نظر بالعناد لا يعلم الحكمة، فيتردد، فيسأل، فينكر، فيستحقر... فأنتج: إن المؤمن -لأنه منصف- يصدِّق أنه كلام الله، والكافر -لأنه معاند- يقول: ما الفائدة فيه؟
وأن ﹛﴿ اَمَّا ﴾|﹜ فلأنها شرطية لزومية في الوضع إشارة إلى أن الخبر لازم للمبتدأ وضروريّ له، يعني من شأن المبتدأ هذا الخبر.
وأن إيراد ﹛﴿ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا ﴾|﹜ بدل «المؤمنين» إشارة إلى التنصيص على أن الإيمان هو سبب العلم بحقيته، وأن العلم بحقّيته إيمان. (195)
Yükleniyor...