وأما نظمُ ﹛﴿ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾|﹜ فاعلم أن هذه جزاءُ الشرط، وجزاءُ الشرط يلزم أن يكون لازماً لفعل الشرط. ولمّا كان الأمر تعجيزياً استلزم تقديرَ «تشبثوا»، (170)ولما كان الأمر إنشاءً والإنشاء لا يصير لازماً، يلزم أن يكون لازمُ الأمر جزاءً، وهو الوجوب الذي هو من أصول معاني الأمر، ثم وجوبُ التشبث أيضاً لا يظهر لزومُه للريب فاقتضى تقديرَ جُمَل مطويةٍ تحت إيجاز الآية. فالتقدير: «إن كنتم في ريب أنه كلام الله، يجب عليكم أن تتعلموا إعجازه، فإن المعجِز لا يكون كلامَ البشر ومحمّدٌ عليه السلام بشر، وإن أردتم ظهورَ إعجازه فجرِّبوا أنفسكم ليظهر عجزُكم، فيجب عليكم التشبث بإتيان سورةٍ من مثله».
فللّه درُّ التنزيل ما أوجزَه وما أعجزَه!
وأما نظم: ﹛﴿ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ ﴾|﹜ فبثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم يقولون عجزُنا لا يدلّ على عجز البشر.. فأفحمَهم بقوله: ﹛﴿ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ ﴾|﹜ أي كبراءكم ورؤساءكم.
والثاني: أنهم يزعمون: أنّا لو عارضنا فمَن يلتزمنا ويدافع عنا؟ فألقمَهم الحجرَ بأنه ما من مسلك إلّا وله متعصبون، ولو عارضتم لظهر لكم شهداءُ يذبّون عنكم.
والثالث: أن القرآن كأنه يقول: لما استَشهد النبيُّ عليه السلام الله تعالى صدّقه الله وشَهِد له بوضع سِكّةَ الإعجاز على دعواه، فإن كان في آلهتكم وشهدائكم فائدةٌ لكم فادعوهم. وما هذا إلا نهاية التهكّم بهم.
وأما نظمُ ﹛﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ فظاهر، إذ التقدير: «فإن جربتم فانظروا، فإن لم تقدروا ظهر عجزكم، ولم تفعلوا».
وأما نظمُ ﹛﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ فكأنه لمّا قال لم تفعلوا.. قيل من جانبهم: «عدمُ فعلِنا فيما مضى لا يدل على عَجز البشر فيما سيأتي». فقال: ﹛﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ ، فرَمَزَ إلى الإعجاز بثلاثة أوجه.
أحدها: الإخبار بالغيب وكان كما أخبر. ألا ترى أن الملايين من الكتب العربية مع
فللّه درُّ التنزيل ما أوجزَه وما أعجزَه!
وأما نظم: ﹛﴿ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ ﴾|﹜ فبثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم يقولون عجزُنا لا يدلّ على عجز البشر.. فأفحمَهم بقوله: ﹛﴿ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ ﴾|﹜ أي كبراءكم ورؤساءكم.
والثاني: أنهم يزعمون: أنّا لو عارضنا فمَن يلتزمنا ويدافع عنا؟ فألقمَهم الحجرَ بأنه ما من مسلك إلّا وله متعصبون، ولو عارضتم لظهر لكم شهداءُ يذبّون عنكم.
والثالث: أن القرآن كأنه يقول: لما استَشهد النبيُّ عليه السلام الله تعالى صدّقه الله وشَهِد له بوضع سِكّةَ الإعجاز على دعواه، فإن كان في آلهتكم وشهدائكم فائدةٌ لكم فادعوهم. وما هذا إلا نهاية التهكّم بهم.
وأما نظمُ ﹛﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ فظاهر، إذ التقدير: «فإن جربتم فانظروا، فإن لم تقدروا ظهر عجزكم، ولم تفعلوا».
وأما نظمُ ﹛﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ فكأنه لمّا قال لم تفعلوا.. قيل من جانبهم: «عدمُ فعلِنا فيما مضى لا يدل على عَجز البشر فيما سيأتي». فقال: ﹛﴿ وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾|﹜ ، فرَمَزَ إلى الإعجاز بثلاثة أوجه.
أحدها: الإخبار بالغيب وكان كما أخبر. ألا ترى أن الملايين من الكتب العربية مع
Yükleniyor...